مدركة: بضم الميم وإسكان الدال المهملة وكسر الراء وفتح الكاف ثم هاء مبالغة. [ ص: 288 ] منقول من اسم فاعل من الإدراك. واسمه عمرو على الصحيح الذي قال به الكلبي والبلاذري وأبو عبيد القاسم بن سلام وابن دريد والمبرد. حتى بالغ الرضي الشاطبي وادعى فيه الإجماع.
وقال ابن إسحاق: عامر. وضعف.
وكنيته أبو هذيل ويقال له أبو خزيمة.
والسبب في تلقيبه بذلك أن أباه إلياس خرج هو وبنوه مدركة وعمرو وعامر وعمير، وأمهم ليلى بنت حلوان بن الحاف في نجعة فنفرت إبلهم من أرنب فخرج إليها قال ابن السائب: عمرو. وقال الزبير: عامر فأدركها. وخرج عامر، وقال الزبير: عمرو: فاصطاد الأرنب فطبخها فسمي طابخة، وانقمع عمير فسمي قمعة. وخرجت أمهم ليلى متخندفة، والخندفة: مشي فيه سرعة وتقارب الخطى. والنون زائدة. وعن الخليل أن الخندفة مشية كالهرولة للنساء خاصة دون الرجال. فقال لها إلياس أين تخندفين؟ فسميت خندف.
وقال أبو محمد عبد الله البطليوسي رحمه الله تعالى: مر عامر بالأرنب فقتلها فقال له أخوه عمرو: وأنا أطبخ صيدك. فطبخه عمرو وأدرك عامر الإبل فردها فحدثا بها أباهما فقال:
أدركت يا عامر ما أردنا وأنت ما أدركت قد طبخنا
وقال لعمير: وأنت قد أسأت وانقمعناقيل: ومن ذرية قمعة عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس، وهو الذي غير دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيان ذلك.
إلياس ابن
إلياس بهمزة وصل تفتح في الابتداء وتسقط في غيره، واللام فيه للتعريف وقيل للمح الصفة، مشتق من اليأس الذي هو ضد الرجاء وصححه السهيلي وقال بهمزة قطع في الوصل والابتداء. [ ص: 289 ] واختلف في اشتقاقه فقيل: من قولهم: رجل أليس وهو الشجاع الذي لا يفر. وقال ابن الأنباري: : أخبرني الأثرم عن البلاذري أبي عبيدة قال: يقال للسل والنحافة: اليأس قال الشاعر:
هو اليأس أو داء الهيام أصابني فإياك عني لا يكن بك ما بيا
أليس يمشي قدما إذا اذكر ما وعد الصابر من خير صبر
والمعروف أن إلياس اسمه وحكى بعضهم أن اسمه حبيب وكنيته أبو عمرو.
وأمه: قيل من ولد معد بن عدنان وعليه فقيل هي الرباب بنت حيدة بن معد بن عدنان. ذكره وقيل هي الطبري. الحنفاء بنت إياد: بن معد بن عدنان. نقله أبو الربيع عن الزبير وقيل جرهمية. ذكره ابن هشام ولم يسمها.
قال ولما أدرك ابن الزبير: إلياس أنكر على بني إسماعيل ما غيروا من سنن آبائهم وسيرهم، وبان فضله عليهم وجمعهم رأيه ورضوا به فردهم إلى سنن آبائهم، ولم تزل العرب تعظمه تعظيم أهل الحكمة، كتعظيمها لقمان وأشباهه.
قال رحمه الله تعالى: وهو وصي أبيه. وكان ذا جمال بارع. ابن دحية
قال السهيلي : ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمنا" انتهى.
وسيأتي لهذا مزيد بيان في ترجمة مضر . وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي صلى الله عليه وسلم بالحج. وهو أول من أهدى إلى البيت البدن. قال رضي الله تعالى عنهما. ابن الزبير