الرابع : قال الشيخ رحمه الله تعالى في فتاويه : أبي الحسن البكري البطلان والكذب ، ولا تجوز قراءتها . انتهى . الغالب على سيرة
قلت : والبكري هذا اسمه أحمد بن عبد الله بن محمد . قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه الميزان ، والحافظ ابن حجر في اللسان : إنه كذاب دجال ، واضع القصص التي لم تكن قط ، فما أجهله! وما أقل حياءه! وما روى حرفا من العلم بسند ، ويكرى له في سوق الكتبيين كتاب انتقال الأنوار ، ورأس الغول ، وسر الدهر ، وكتاب كلندجه ، وحصن الدولاب ، وكتاب "الحصون السبعة" وصاحبها هضام بن الحجاف ، وحروف الإمام علي معه . ومن مشاهير كتبه : الذروة في السيرة النبوية ، ما ساق غزوة منها على وجهها ، بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان ، إما أصلا وإما زيادة . انتهى .
وقال الذهبي في «المغني» : هذا لا يوثق بنقله وهو مجهول الحال ، والقلب يشهد بأنه كذاب؛ لإتيانه بتلك البلايا الواضحة التي لا تروج على صغار الطلبة . البكري
الخامس : المغازي جمع مغزى ، والمغزى يصلح أن يكون مصدرا ، فنقول : غزا يغزو غزوا ومغزى ، ومغزاة ، ويصلح أن يكون موضع الغزو . وكونه مصدرا متعين هنا . والغزوة مرة من الغزو وتجمع على غزوات .
وقال رحمه الله تعالى في المحكم : غزا الشيء غزوا إذا أراده وطلبه . والغزو : السير إلى القتال مع العدو . عن ابن سيده رحمه الله : الغزوة المرة ، والغزاة : عمل سنة ، وقال ثعلب الجوهري رحمه الله : غزوت العدو غزوا والاسم الغزاة ، ورجل غاز والجمع غزاة ، مثل قاض [ ص: 13 ] وقضاة ، وغزى مثل سابق وسبق . وغزي مثل حاج وحجيج ، وقاطن وقطين ، وغزاء مثل فاسق وفساق ، وأغزيت فلانا : جهزته للغزو ، وأصل الغزو القصد ، ومغزى الكلام : مقصده . اهـ . هنا ما وقع من قصد النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه أو بجيش من قبله ، وقصدهم أعم من أن يكون إلى بلادهم ، أو إلى الأماكن التي حلوها ، حتى دخل مثل والمراد بالمغازي أحد والخندق . [ ص: 14 ]