تنبيهات
الأول : قال ابن سعد : قلت للواقدي قال الله تعالى : إنا كفيناك المستهزئين [الحجر : 95] وهذه السورة مكية؟ فقال : سألت مالكا وابن أبي ذئب عن هذا فقال : كفاه إياهم فبعضهم عمي وبعضهم مات فشغل عنه وبعضهم كفاه إياه إذ هيأ الله له من أسباب مفارقته بالهجرة ما هيأه له .
وقال غيرهما : كفاه أمرهم فلم يضروه بشيء .
الثاني : قال ذكر غير البلاذري أن المستهزئين جميعا هلكوا في وقت واحد وقول الواقدي أثبت . الواقدي
الثالث : أكثر الروايات على أن عقبة بن أبي معيط هو الذي أسلم وأن أبيا هو الذي رده .
وفي بعضها ضد ذلك . فالله أعلم .
ومنهم أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم . [ ص: 470 ]
قال وغيره : كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وكان يكنى قبل ذلك البلاذري أبا الحكم .
قال : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قال لأبي جهل أبا الحكم فقد أخطأ خطيئة يستغفر الله منها .
وروي عنه أنه قال : لكل نبي فرعون وفرعون هذه الأمة أبو جهل .
قال : ولقي ابن إسحاق أبو جهل بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني- فقال له : والله يا محمد لتتركن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك الذي تعبد . ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم [الأنعام 108] فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كف عن سب آلهتهم وجعل يدعوهم إلى الله عز وجل . فأنزل الله تعالى :
ولما أنزل الله عز وجل : إن شجرت الزقوم [الدخان 43] تخويفا لهم بها قال أبو جهل : يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد ؟ قالوا : لا . قال : عجوة يثرب بالزبد! والله لئن استمكنا منها لنتزقمن منها . إن شجرت الزقوم هي من أخبث الشجر المر فأنزل الله تعالى : بتهامة نبتها في الجحيم طعام الأثيم أي أبي جهل وأصحابه ذوي الإثم الكثير كالمهل أي كدردي الزيت الأسود خبر ثان يغلي في البطون بالفوقانية خبر ثان وبالتحتانية حال من المهل كغلي الحميم [الدخان : 43- 47] الماء الحار الشديد الحرارة . الآيات .