تنبيهان
الأول : إن قيل : كيف يكون صوت مسموع لسامع في محل لا يسمعه آخر معه وهو [ ص: 28 ] مثله سليم الحاسة عن آفة الإدراك ؟
أجيب : بأن الإدراك معنى يخلقه الله تعالى لمن يشاء ويمنعه لمن يشاء وليس بطبيعة ولا وتيرة واحدة .
الثاني : في بيان غريب ما تقدم :
وأطيط الإبل أصواتها وحنينها ، أي أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت . الأطيط : صوت الأقتاب
قال في النهاية : وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط ، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى .
قلت : وفيه نظر لقوله :
« إني لأسمع أطيط السماء » .
حادت : مالت عند نفارها عن سنن طريقها .
حاصت : بحاء فصاد مهملتين : نفرت وكرت راجعة من خوف ما سمعت . [ ص: 29 ]