تنبيهات
الأول : إنما كانوا- يمزجون اللبن بالماء لأن اللبن يكون عند الحلب حارا ، وتلك البلد في الغالب حارة ، فكانوا يكسرون حر اللبن بالماء البارد .
الثاني : روى مسلم عن وأبو داود رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس فإذا أصبح شربه يومه وليلته ، ومن الغداء ، فإذا كان مساء شربه ، أو سقاه الخدم ، فإذا فضل شيء أراقه . يبيت له الزبيب من الليل في السقاء ، كان [ ص: 248 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ أبو بكر بن المنذر رحمه الله تعالى الشرب في المدة التي ذكرتها يشرب حلوا ، وأما الصفة التي ذكرها عائشة رضي الله تعالى عنهما ينتهي إلى الشدة والغليان لكن بحمل ما ورد من أمر الخدم بشربه على أنه لم يبلغ ذلك ، ولكن قرب منه ، لأنه لو بلغ ذلك لأسكر ، ولو أسكر حرم تناوله مطلقا . ابن عباس
وقال الحافظ : ثبت أنه بدا فيه بعض تغير في طعمه بالحامض أو نحوه ، فسقاه الخدم ، وإلى هذا أشار فقال : بعد أن رواه : قوله سقاه الخدم يريد أنه يبادر به الفساد انتهى ، ويحتمل أن تكون أو في الخبر للتنويع ، لأنه قال : سقاه الخدم وإن كان اشتد أمر بإهراقه ، وبه جزم أبو داود النووي رحمه الله تعالى فقال : هو على اختلاف حالتيه ، إن ظهر فيه شدة صبه ، وإن لم تظهر شدة سقاه الخدم ، لئلا يكون فيه إضاعة مال ، وإنما يتركه هو تنزها ، وجمع بين حديث ابن عباس بأن شرب النقيع في يومه لا يمنع شرب النقيع في أكثر من يوم ، ويحتمل أن يكون باختلاف حال أو زمان ، ويحمل الذي يشرب في يومه على ما إذا كان قليلا ، وذاك على ما إذا كان كثيرا ، فيفضل منها ما يشربه فيما بعد ، وأما ما يكون في شدة الحر مثلا فيسارع إليه الفساد ، وذلك في شدة البرد فلا يسرع إليه الفساد . وعائشة
الثالث : قال في الهدي : ، قلت : ويدل عليه الأحاديث السابقة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب ناول من على يمينه ، وإن كان من على يساره أكبر منه