ذكر خيبر وتوجهه إلى وادي القرى انصراف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
قال نزلناها أصيلا مع مغرب الشمس ، رواه أبو هريرة : . ابن إسحاق
قال قالوا : أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منصرفه من البلاذري : خيبر وادي القرى فدعا أهلها إلى الإسلام ، فامتنعوا من ذلك وقاتلوا ، ففتحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنوة ، وغنمه الله أموال أهلها ، وأصاب المسلمون منهم أثاثا ومتاعا ، فخمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، وتركت الأرض ، والنخل في أيدي يهود ، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر .
قال محمد بن عمر : لما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن خيبر ، وأتى الصهباء سلك على برمة ، حتى انتهى إلي وادي القرى ، يريد من بها من يهود ، وكان - رضي الله عنه - يحدث فيقول ، - أبو هريرة خيبر إلى وادي القرى ، وكان رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قد وهب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم عبدا أسود يقال له مدعم - بميم مكسورة فدال ساكنة فعين مفتوحة مهملتين ، وكان يرحل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما نزلنا بوادي القرى انتهينا إلى يهود ، وقد ضوى إليها ناس من العرب ، فبينما مدعم يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد استقبلتنا يهود بالرمي حيث نزلنا ، ولم نكن على تعبئة ، وهي يصيحون في أطامهم ،
فيقبل سهم عائر فأصاب مدعما فقتله ، فقال الناس : هنيئا له الجنة ، فقال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم يصبها المقسم تشتعل عليه نارا» . فلما سمع الناس بذلك جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشراك أو شراكين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «شراك من نار أو شراكان من نار» . [ ص: 149 ] خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من
وعبأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه للقتال ، وصفهم ، ودفع لواءه إلى وراية إلى سعد بن عبادة ، الحباب بن المنذر ، وراية إلى - بضم الحاء المهملة وفتح النون ، وسكون التحتية ، وراية إلى سهل بن حنيف عباد - بتشديد الموحدة ، وبالدال المهملة - ابن بشر .
ثم دعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم ، وحقنوا دماءهم ، وحسابهم على الله - تعالى .
فبرز رجل منهم ، فبرز له فقتله ، ثم برز آخر ، فبرز له الزبير بن العوام فقتله ، ثم برز آخر ، فبرز إليه الزبير - رضي الله عنه - فقتله ، ثم برز آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب فقتله ، ثم برز آخر فبرز له أبو دجانة فقتله ، حتى قتل منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد عشر رجلا كلما قتل رجل دعا من بقي إلى الإسلام . أبو دجانة
ولقد كانت الصلاة تحضر يومئذ فيصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، ثم يعود فيدعوهم إلى الله ورسوله ، فقاتلهم حتى أمسوا ، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس حتى أعطوا بأيديهم ، وفتحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنوة ، وغنمه الله - تعالى أموالهم ، وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا ، وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوادي القرى أربعة أيام ، وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى ، وترك الأرض والنخيل بأيدي يهود ، وعاملهم عليها .
قال وولاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البلاذري : عمرو بن سعيد بن العاص ، وأقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمرة - بالجيم - ابن هوذة - بفتح الهاء ، والذال المعجمة - العذري رمية بسوطه من وادي القرى .