ذكر ابتدائه - صلى الله عليه وسلم - بأهل النطاة
صف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ووعظهم وأنهاهم عن القتال حتى يأذن لهم ، فعمد رجل من أشجع فحمل على يهودي وحمل عليه اليهودي فقتله ،
فقال الناس : استشهد فلان ، [ ص: 120 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «أبعد ما نهيت عن القتال ؟ . قالوا : نعم . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا فنادى في الناس «لا تحل الجنة لعاص» .
وروى في الصغير عن الطبراني - رضي الله عنه - جابر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ : «لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله تعالى العافية ، فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم ، فإذا لقيتموهم فقولوا : اللهم أنت ربنا وربهم ، ونواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت ، ثم الزموا الأرض جلوسا ، فإذا غشوكم فانهضوا ، وكبروا»
وذكر الحديث .
قال ، ابن إسحاق ومحمد بن عمر ، وابن سعد : وفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرايات ، ولم تكن الرايات إلا يوم خيبر ، وإنما كانت الألوية .
وكانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء من برد - رضي الله عنها - تدعى العقاب ، ولواؤه أبيض ، دفعه إلى لعائشة - رضي الله عنه - ودفع راية إلى علي بن أبي طالب الحباب بن المنذر ، وراية إلى وكان شعارهم «يا منصور أمت» . سعد بن عبادة ،
وأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القتال ، وحثهم على الصبر ، وأول حصن حاصره حصن ناعم بالنون ، والعين المهملة ، وقاتل - صلى الله عليه وسلم - يومه ذلك أشد القتال ، وقاتله أهل النطاة أشد القتال ، وترس جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ، وعليه - كما قال محمد بن عمر - درعان وبيضة ومغفر ، وهو على فرس يقال له الظرب ، وفي يده قناة وترس .
وتقدم في حديث أنه كان على حمار فيحتمل أنه كان عليه في الطريق ، ثم ركب الفرس حال القتال . والله أعلم . أنس :
فقال الحباب : يا رسول الله لو تحولت ؟ فقال : «إذا أمسينا - إن شاء الله - تحولنا» .
وجعلت نبل يهود تخالط العسكر وتجاوزه ، والمسلمون يلتقطون نبلهم ثم يردونها عليهم - فلما أمسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحول إلى الرجيع وأمر الناس فتحولوا ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغدو بالمسلمين على راياتهم حتى فتح الله الحصن عليهم .