وقال يقال لهم: ما أنكرتم أن يكون الله عنى بقوله أبو الحسن الأشعري: بيدي يدين ليستا نعمتين؟ فإن قالوا: [ ص: 478 ] لأن اليدين إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة، فإن قالوا: رجعنا إلى الشاهد وإلى ما نجد فيما بيننا مخلوقا فوجدنا ذلك إذا لم يكن نعمة في الشاهد لم يكن إلا جارحة، قيل لهم: إن كان رجوعكم إلى الشاهد وعليه عملتم وبه قضيتم على الله عز وجل فكذلك لم تجدوا حيا من الخلق إلا جسما ولحما ودما فاقضوا بذلك على ربكم تعالى وإلا كنتم لقولكم تاركين ولاعتلالكم ناقضين، وإن أثبتم حيا [ ص: 479 ] لا كالأحياء فلم أنكرتم أن تكون وكذلك يقال لهم: لم تجدوا حكيما قديرا ليس كالإنسان، وخالفتم الشاهد فيه فقد نقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد . اليدان التي خبر الله عنهما يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟!