وأن السنة لا تنسخ بالقرآن.
[ ص: 368 ] وأن الأطفال أمرهم إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء فعل بهم ما أراد.
وأن الله عالم ما العباد عاملون وكتب أن ذلك يكون وأن الأمر بيد الله، ويرون الصبر على حكم الله والأخذ بما أمر الله به والانتهاء عما نهى عنه وإخلاص العمل والنصيحة للمسلمين، ويدينون بعبادة الله في العابدين والنصيحة لجماعة المسلمين واجتناب الكبائر والزنا، وقول الزور والعصبية، والكبر والفخر والإزراء على الناس والعجب.
[ ص: 369 ] ويرون مجانبة كل داع إلى بدعة والتشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار والنظر في الفقه مع التواضع والاستكانة وحسن الخلق وبذل المعروف وكف الأذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المأكل والمشرب.
فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه.
قال: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول إليه ونذهب، وما توفيقنا إلا بالله وهو حسبنا وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير.
ثم قال: وأما أصحاب عبد الله بن سعيد القطان وهو ابن كلاب فإنهم يقولون بأكثر ما ذكرناه عن ويثبتون أن الباري تعالى لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا عزيزا عظيما جليلا كبيرا كريما مريدا متكلما جوادا [ ص: 370 ] ويثبتون العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والعظمة والجلال والكبرياء والإرادة والكلام صفات لله تعالى، ويقولون أسماء الله وصفاته لا يقال هي غيره ولا يقال إن علمه غيره كما قالت أهل السنة، الجهمية ولا يقال إن علمه هو هو، كما قال بعض المعتزلة وكذلك قولهم في سائر الصفات ولا يقولون العلم هو القدرة ولا يقولون غير القدرة، ويزعمون أن الصفات قائمة بالله وأن الله لم يزل راضيا عمن يعلم أنه يموت مؤمنا ساخطا على من يموت كافرا، وكذلك قوله في الولاية والعداوة والمحبة، وكان يزعم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقوله في القدر كما حكينا عن أهل السنة والحديث، وكذلك قوله في أهل الكبائر وكذلك [ ص: 371 ] قوله في رؤية الله بالأبصار.
وكان يزعم أن الباري سبحانه وتعالى لم يزل ولا مكان ولا زمان قبل الخلق وأنه على ما لم يزل وأنه مستو على عرشه، كما قال وأنه فوق كل شيء تعالى.