قال شيخ الإسلام لشرح مسألة البينونة في كتاب الفاروق، باب أغنى عن تكريره هاهنا.
قال شيخ الإسلام: وسألت يحيى بن [ ص: 35 ] عمار عن قلت: رأيته قال: كيف لم أره ونحن أخرجناه من أبي حاتم بن حبان البستي سجستان كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر [ ص: 36 ] فأخرجناه من الحد لله سجستان.
قلت: وقد أنكره طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ولا يكاد يتجاوز ما أثبته أمثال هؤلاء مع ما له من معرفة بالفقه والحديث كأبي حاتم هذا وغيرهما؛ ولهذا يوجد وأبي سليمان الخطابي وأمثاله من الكلام ما يظن أنه متناقض حيث يتأول تارة ويتركه [ ص: 37 ] أخرى وليس بمتناقض فإن أصله أن يثبت الصفات التي في القرآن والأخبار الموافقة له أو ما في الأخبار المتواترة دون ما في الأخبار المحضة أو دون ما في غير المتواترة، وهذه طريقة للخطابي ابن عقيل ونحوه وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية.