الوجه الخامس أن يقال له: لم تقبل هذه الوصية التي نقلتها عن الذي ائتممت به من أئمة الضلال، وذلك أنه قال: ( [ ص: 469 ] أخرى ). وهذا يناسب ترتيب تعاليمه، حيث ينقل أتباعه من درجة إلى درجة: كما ينقلهم من المنطق والرياضي إلى الطبيعي، ثم إلى الإلهي الذي لهم، فجعل ذلك معلقا على إرادة الشرع في المعارف الإلهية، وأنت جعلت ما تذكره من النفي في هذا الباب اعتقادا واجبا على جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم؛ بل كفرت في الكتاب من خالفك، فلو تركت الناس على ما هم عليه إلا من أراد أن يشرع في معارفك لكنت متابعا لهذا الإمام المضل؛ لكنك ابتدأت بخطاب ذلك الملوك والعامة وغيرهم ممن لم يرد الشروع في معارفك الإلهية. [ ص: 470 ] من أراد أن يشرع في المعارف الإلهية فليستحدث لنفسه فطرة