فإن قيل: ذكر أبو الفرج فيه قولين:
أحدهما: "أنه ما ترعاه البهائم"، قاله ابن عباس وعكرمة واللغويون.
والثاني: "أنه الثمار الرطبة"، رواه الوالبي عن [ ص: 414 ] ابن عباس.
قيل: هذا عند غيره غلط، فإن ذكر هذا في تفسير الفاكهة، فذكر عن ابن أبي حاتم الوالبي عن ابن عباس وفاكهة وأبا [عبس: 31]. يقول: "الثمار الرطبة" فجعل هذا تفسير الفاكهة، وهذا هو الصواب، فإنه الثمار الرطبة، وأما كون الأب هو الثمار الرطبة فهذا غلط، لم يقله أحد، ولأجل هذا قال: متاعا لكم ولأنعامكم [عبس: 32]. وبسط هذا له موضع آخر.
والمقصود هنا التمثيل بأن كما يقع مثل ذلك في الحديث، والفقه قد يخفى على بعض الأكابر من الصحابة ومن بعدهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الأحكام ما يعلمه من دونهم، ولهذا رجع خفاء بعض معاني القرآن على بعض أكابر العلماء لا يمنع أن يكون غيره قد عرفه، أبو بكر وغيرهما إلى من دونهم من الصحابة في معرفة أحاديث سمعوها من الرسول، وهم لم يسمعوها منه. [ ص: 415 ] وإذا كان كذلك لم يمكن لأحد الجزم بأن ما توقف فيه ذهنه وأذهان من هم أعلم منه فلم يفهموه أن ذلك لنقص في البيان، أو لكونه لم يذكر ما يدل على المراد، بل كل ذلك قد يكون لنقص علم المستمع. وعمر