الوجه الحادي عشر: أنه تعالى قال: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما [ ص: 56 ] [الأحزاب: 41-44].
فهنا لقاء المؤمنين ربهم اقترن به الإكرام والتحية بالسلام، فامتنع أن يكون معنى اللفظ ظهور القدرة والقهر والبأس، لأن المؤمنين لم يظهر في لقائهم إياه إلا الرحمة والخير دون البأس والشدة.
ومثل هذا قوله تعالى: واعلموا أنكم ملاقوه [البقرة: 223]. فإن المؤمنين لا يجب عليهم أن يعلموا أن الله يظهر لهم رحمته وكرامته.