. بيان منامات تكشف عن أحوال الموتى والأعمال النافعة في الآخرة
فمن ذلك رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال ، عليه السلام : من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي وقال رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فرأيته لا ينظر إلي ، فقلت : يا رسول الله ، ما شأني ؟ فالتفت إلي ، وقال : ألست المقبل وأنت صائم قال ؟ : والذي نفسي بيده لا أقبل امرأة وأنا صائم أبدا وقال العباس رضي الله عنه كنت ودا لعمر فاشتهيت أن أراه في المنام فما رأيته إلا عند رأس الحول ، فرأيته يمسح العرق عن جبينه وهو يقول : هذا أوان فراغي إن كان عرشي ليهد لولا أني لقيته رءوفا رحيما وقال الحسن بن علي قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنح لي الليلة في منامي ، فقلت : يا رسول الله ، ما لقيت من أمتك قال ادع : عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم وأبدلهم بي ، من هو شر لهم مني فخرج فضربه ابن ملجم وقال بعض الشيوخ : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ، استغفر لي ؛ فأعرض عني فقلت : يا رسول الله ، إن علي حدثنا عن سفيان بن عيينة ، . محمد بن المنكدر
عن أنك لم تسأل شيئا قط ، فقلت : لا ، فأقبل علي ؛ فقال : غفر الله لك وروي عن جابر بن عبد الله العباس بن عبد المطلب قال : كنت مؤاخيا لأبي لهب مصاحبا له فلما مات وأخبر الله عنه بما أخبر حزنت عليه وأهمني أمره فسألت الله تعالى حولا أن يريني إياه في المنام ، قال : فرأيته يلتهب نارا ، فسألته عن حاله ، فقال : صرت إلى النار في العذاب لا يخفف عني ولا يروح إلا ليلة الاثنين في كل الأيام والليالي ، قلت : وكيف ذلك ؟ قال : ولد في تلك الليلة محمد صلى الله عليه وسلم فجاءتني أميمة فبشرتني بولادة آمنة إياه ، ففرحت به وأعتقت وليدة لي فرحا به ، فأثابني الله بذلك أن رفع عني العذاب في كل ليلة اثنين وقال خرجت حاجا فصحبني رجل كان لا يقوم ولا يقعد ولا يتحرك ولا يسكن إلا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك ، فقال : أخبرك عن ذلك ، خرجت أول مرة إلى مكة ومعي أبي ، فلما انصرفنا نمت في بعض المنازل ، فبينما أنا نائم إذ أتاني آت ، فقال لي : قم فقد أمات الله أباك وسود وجهه ، قال : فقمت مذعورا فكشفت الثوب عن وجهه فإذا هو ميت أسود الوجه فداخلني من ذلك رعب ، فبينما أنا في ذلك الغم إذ غلبتني عيني فنمت ، فإذا على رأس أبي أربعة سودان معهم أعمدة حديد ؛ إذ أقبل رجل حسن الوجه بين ثوبين أخضرين ، فقال لهم : تنحوا ، فمسح وجهه بيده ، ثم أتاني ، فقال : قم ، فقد بيض الله وجه أبيك ، فقلت له : من أنت بأبي أنت وأمي ، فقال : أنا محمد ، قال : فقمت فكشفت الثوب عن وجه أبي ، فإذا هو أبيض فما تركت الصلاة بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عبد الواحد بن زيد قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن عبد العزيز وأبو بكر رضي الله عنهما جالسان عنده فسلمت وجلست ، فبينما أنا جالس إذ أتي بعلي ومعاوية فأدخلا بيتا وأجيف عليهما الباب وأنا أنظر ، فما كان بأسرع من أن خرج علي رضي الله عنه وهو يقول : قضى لي ورب الكعبة وما كان بأسرع من أن خرج معاوية على أثره وهو يقول: غفر لي ورب الكعبة واستيقظ وعمر رضي الله عنهما مرة من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله ، وكان ذلك قبل قتله ، فأنكره أصحابه فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زجاجة من دم فقال ألا تعلم : ما صنعت أمتي بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه أرفعها إلى الله تعالى . فجاء الخبر بعد أربعة وعشرين يوما بقتله في اليوم الذي رآه ورئي الصديق رضي الله عنه فقيل له : إنك كنت تقول أبدا في لسانك : هذا أوردني الموارد ، فماذا فعل الله بك ، قال : قلت به لا إله إلا الله فأوردني الجنة . ابن عباس