ومن آياته
nindex.php?page=treesubj&link=19787الجواهر المودعة تحت الجبال ، والمعادن الحاصلة من الأرض ففي ، الأرض قطع متجاورات مختلفة
nindex.php?page=treesubj&link=19787فانظر إلى الجبال كيف يخرج منها الجواهر النفيسة من الذهب ، والفضة ، والفيروزج واللعل وغيرها بعضها منطبعة تحت المطارق كالذهب والفضة والنحاس ، والرصاص ، والحديد ، وبعضها لا ينطبع كالفيروزج ، واللعل .
وكيف . هدى الله الناس إلى استخراجها وتنقيتها واتخاذ الأواني ، والآلات ، والنقود والحلي ، منها ثم انظر إلى معادن الأرض من النفط والكبريت والقار وغيرها . وأقلها الملح ، ولا يحتاج إليه إلا لتطييب الطعام ولو خلت عنه بلدة لتسارع الهلاك إليها . فانظر إلى رحمة الله تعالى كيف خلق بعض الأراضي سبخة بجوهرها بحيث يجتمع فيها الماء الصافي من المطر فيستحيل ملحا مالحا محرقا لا يمكن تناول مثقال منه ليكون ذلك تطييبا لطعامك إذا أكلته فيتهنأ عيشك وما من جماد ، ولا حيوان ، ولا نبات ، إلا وفيه حكمة وحكم ، من هذا الجنس ما خلق شيء منها عبثا ، ولا لعبا ، ولا هزلا ، بل خلق الكل بالحق كما ينبغي ، وعلى الوجه الذي ينبغي ، وكما يليق بجلاله ، وكرمه ، ولطفه ولذلك قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق .
ومن آياته أصناف الحيوانات وانقسامها إلى ما يطير وإلى ما يمشي ; وانقسام ما يمشي إلى ما يمشي على رجلين ، وإلى ما يمشي على أربع وعلى ، عشر ، وعلى مائة ، كما يشاهد في بعض الحشرات ثم انقسامها في المنافع ، والصور ، والأشكال ، والأخلاق ، والطباع ، فانظر إلى طيور الجو ، وإلى وحوش البر والبهائم ، الأهلية ، ترى فيها من العجائب ولا تشك معه في عظمة خالقها ، وقدرة مقدرها ، وحكمة مصورها ، وكيف يمكن أن يستقصى ذلك بل لو أردنا أن نذكر عجائب البقة أو النملة أو النخلة أو العنكبوت وهي من صغار الحيوانات بنائها بيتها ، وفي جمعها غذاءها ، وفي إلفها لزوجها وفي ، ادخارها لنفسا ، وفي حذقها في هندسة بيتها ، وفي هدايتها إلى حاجاتها ، لم نقدر على ذلك فترى العنكبوت يبني بيته على طرف نهر ، فيطلب أولا موضعين متقاربين بينهما فرجة بمقدار ذراع فما دونه حتى يمكنه أن يصل بالخيط بين طرفيه ; ثم يبتدئ ويلقي اللعاب الذي هو خيطه على جانب ليلتصق به ، ثم يغدو إلى الجانب الآخر فيحكم الطرف الآخر من الخيط ، ثم كذلك يتردد ثانيا وثالثا ويجعل بعد ما بينهما متناسبا تناسبا هندسيا حتى ، إذا أحكم معاقد القمط ، ورتب الخيوط كالسدى ، اشتغل باللحمة ، فيضع اللحمة على السدى ، ويضيف بعضه إلى بعض ، ويحكم العقد على موضع التقاء اللحمة بالسدى ويراعى في ، جميع ذلك تناسب الهندسة ، ويجعل ذلك شبكة يقع فيها البق والذباب ، ويقعد في زاوية مترصدا لوقوع الصيد في الشبكة ، فإذا وقع الصيد بادر إلى أخذه وأكله ، فإن عجز عن الصيد كذلك طلب لنفسه زاوية من حائط ، ووصل بين طرفي الزاوية بخيط ثم علق نفسه فيها بخيط آخر وبقي ، منكسا في الهواء ينتظر ذبابة تطير ، فإذا طارت رمى بنفسه إليه فأخذه ولف خيطه على رجليه وأحكمه ثم أكله .
nindex.php?page=treesubj&link=19787
وَمِنْ آيَاتِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=19787الْجَوَاهِرُ الْمُودَعَةُ تَحْتَ الْجِبَالِ ، وَالْمَعَادِنُ الْحَاصِلَةُ مِنَ الْأَرْضِ فَفِي ، الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ
nindex.php?page=treesubj&link=19787فَانْظُرْ إِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ يَخْرُجُ مِنْهَا الْجَوَاهِرُ النَّفِيسَةُ مِنَ الذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةِ ، وَالْفَيْرُوزَجِ وَاللَّعَلِ وَغَيْرِهَا بَعْضُهَا مُنْطَبِعَةٌ تَحْتَ الْمَطَارِقِ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ ، وَالرَّصَاصِ ، وَالْحَدِيدِ ، وَبَعْضُهَا لَا يَنْطَبِعُ كَالْفَيْرُوزَجِ ، وَاللَّعَلِ .
وَكَيْفَ . هَدَى اللَّهُ النَّاسَ إِلَى اسْتِخْرَاجِهَا وَتَنْقِيَتِهَا وَاتِّخَاذِ الْأَوَانِي ، وَالْآلَاتِ ، وَالنُّقُودِ وَالْحُلِيِّ ، مِنْهَا ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَعَادِنِ الْأَرْضِ مِنَ النِّفْطِ وَالْكِبْرِيتِ وَالْقَارِ وَغَيْرِهَا . وَأَقَلُّهَا الْمِلْحُ ، وَلَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا لِتَطْيِيبِ الطَّعَامِ وَلَوْ خَلَتْ عَنْهُ بَلْدَةٌ لَتَسَارَعَ الْهَلَاكُ إِلَيْهَا . فَانْظُرْ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى كَيْفَ خَلَقَ بَعْضَ الْأَرَاضِي سَبْخَةً بِجَوْهَرِهَا بِحَيْثُ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ الصَّافِي مِنَ الْمَطَرِ فَيَسْتَحِيلُ مِلْحًا مَالِحًا مُحْرِقًا لَا يُمْكِنُ تَنَاوُلُ مِثْقَالٍ مِنْهُ لِيَكُونَ ذَلِكَ تَطْيِيبًا لِطَعَامِكَ إِذَا أَكَلْتَهُ فَيَتَهَنَّأُ عَيْشُكَ وَمَا مِنْ جَمَادٍ ، وَلَا حَيَوَانٍ ، وَلَا نَبَاتٍ ، إِلَّا وَفِيهِ حِكْمَةٌ وَحِكَمٌ ، مِنْ هَذَا الْجِنْسِ مَا خُلِقَ شَيْءٌ مِنْهَا عَبَثًا ، وَلَا لَعِبًا ، وَلَا هَزْلًا ، بَلْ خُلِقَ الْكُلُّ بِالْحَقِّ كَمَا يَنْبَغِي ، وَعَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي ، وَكَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ ، وَكَرَمِهِ ، وَلُطْفِهِ وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ .
وَمِنْ آيَاتِهِ أَصْنَافُ الْحَيَوَانَاتِ وَانْقِسَامُهَا إِلَى مَا يَطِيرُ وَإِلَى مَا يَمْشِي ; وَانْقِسَامُ مَا يَمْشِي إِلَى مَا يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ، وَإِلَى مَا يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ وَعَلَى ، عَشْرٍ ، وَعَلَى مِائَةٍ ، كَمَا يُشَاهَدُ فِي بَعْضِ الْحَشَرَاتِ ثُمَّ انْقِسَامُهَا فِي الْمَنَافِعِ ، وَالصُّوَرِ ، وَالْأَشْكَالِ ، وَالْأَخْلَاقِ ، وَالطِّبَاعِ ، فَانْظُرْ إِلَى طُيُورِ الْجَوِّ ، وَإِلَى وُحُوشِ الْبَرِّ وَالْبَهَائِمِ ، الْأَهْلِيَّةِ ، تَرَى فِيهَا مِنَ الْعَجَائِبِ وَلَا تَشُكُّ مَعَهُ فِي عَظَمَةِ خَالِقِهَا ، وَقُدْرَةِ مُقَدِّرِهَا ، وَحِكْمَةِ مُصَوِّرِهَا ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَقْصَى ذَلِكَ بَلْ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَذْكُرَ عَجَائِبَ الْبَقَّةِ أَوِ النَّمْلَةِ أَوِ النَّخْلَةِ أَوِ الْعَنْكَبُوتِ وَهِيَ مِنْ صِغَارِ الْحَيَوَانَاتِ بِنَائِهَا بَيْتَهَا ، وَفِي جَمْعِهَا غِذَاءَهَا ، وَفِي إِلْفِهَا لِزَوْجِهَا وَفِي ، ادِّخَارِهَا لَنَفْسًا ، وَفِي حِذْقِهَا فِي هَنْدَسَةِ بَيْتِهَا ، وَفِي هِدَايَتِهَا إِلَى حَاجَاتِهَا ، لَمْ نَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ فَتَرَى الْعَنْكَبُوتَ يَبْنِي بَيْتَهُ عَلَى طَرَفِ نَهْرٍ ، فَيَطْلُبُ أَوَّلًا مَوْضِعَيْنِ مُتَقَارِبَيْنِ بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ بِمِقْدَارِ ذِرَاعٍ فَمَا دُونَهُ حَتَّى يُمْكِنَهُ أَنْ يَصِلَ بِالْخَيْطِ بَيْنَ طَرَفَيْهِ ; ثُمَّ يَبْتَدِئُ وَيُلْقِي اللُّعَابَ الَّذِي هُوَ خَيْطُهُ عَلَى جَانِبٍ لِيَلْتَصِقَ بِهِ ، ثُمَّ يَغْدُو إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيُحْكِمُ الطَّرَفَ الْآخَرَ مِنَ الْخَيْطِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ يَتَرَدَّدُ ثَانِيًا وَثَالِثًا وَيَجْعَلُ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا مُتَنَاسِبًا تَنَاسُبًا هَنْدَسِيًّا حَتَّى ، إِذَا أَحْكَمَ مَعَاقِدَ الْقَمْطِ ، وَرَتَّبَ الْخُيُوطَ كَالسَّدَى ، اشْتَغَلَ بِاللُّحْمَةِ ، فَيَضَعُ اللُّحْمَةَ عَلَى السَّدَى ، وَيُضِيفُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ ، وَيُحْكِمُ الْعَقْدَ عَلَى مَوْضِعِ الْتِقَاءِ اللُّحْمَةِ بِالسَّدَى وَيُرَاعَى فِي ، جَمِيعِ ذَلِكَ تَنَاسُبَ الْهَنْدَسَةِ ، وَيَجْعَلُ ذَلِكَ شَبَكَةً يَقَعُ فِيهَا الْبَقُّ وَالذُّبَابُ ، وَيَقْعُدُ فِي زَاوِيَةٍ مُتَرَصِّدًا لِوُقُوعِ الصَّيْدِ فِي الشَّبَكَةِ ، فَإِذَا وَقَعَ الصَّيْدُ بَادَرَ إِلَى أَخْذِهِ وَأَكْلِهِ ، فَإِنْ عَجَزَ عَنِ الصَّيْدِ كَذَلِكَ طَلَبَ لِنَفْسِهِ زَاوِيَةً مِنْ حَائِطٍ ، وَوَصَلَ بَيْنَ طَرَفَيِ الزَّاوِيَةِ بِخَيْطٍ ثُمَّ عَلَّقَ نَفْسَهُ فِيهَا بِخَيْطٍ آخَرَ وَبَقِيَ ، مُنَكَّسًا فِي الْهَوَاءِ يَنْتَظِرُ ذُبَابَةً تَطِيرُ ، فَإِذَا طَارَتْ رَمَى بِنَفْسِهِ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ وَلَفَّ خَيْطَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ وَأَحْكَمَهُ ثُمَّ أَكَلَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=19787