أَرَى أُنَاسًا بِأَدْنَى الدِّينِ قَدْ قَنِعُوا وَلَا أَرَاهُمْ رَضُوا فِي الْعَيْشِ بِالدُّونِ فَاسْتَغْنِ بِاللَّهِ عَنْ دُنْيَا الْمُلُوكِ كَمَا
اسْتَغْنَى الْمُلُوكُ بِدُنْيَاهُمْ عَنِ الدِّينِ
أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي سِعَةٍ وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ
شُحًّا بِنَفْسِي أَنِّي لَا أَرَى أَحَدًا يَمُوتُ هَزْلًا وَلَا يَبْقَى عَلَى حَالِ
فَالرِّزْقُ عَنْ قَدْرٍ لَا الْعَجْزُ يَنْقُصُهُ وَلَا يَزِيدُكَ فِيهِ حَوْلُ مُحْتَالِ
وَالْفَقْرُ فِي النَّفْسِ لَا فِي الْمَالِ وَمَثَلُ ذَاكَ الْغِنَى فِي النَّفْسِ لَا الْمَالِ
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما
استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
أبلغ سليمان أني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي أني لا أرى أحدا يموت هزلا ولا يبقى على حال
فالرزق عن قدر لا العجز ينقصه ولا يزيدك فيه حول محتال
والفقر في النفس لا في المال ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال