فإن قلت لم : سويت إذ الطب أيضا يتعلق بالدنيا ، وهو صحة الجسد وذلك يتعلق به أيضا صلاح الدين وهذه التسوية تخالف إجماع المسلمين فاعلم أن التسوية غير لازمة بل بينهما فرق وأن الفقه أشرف منه من ثلاثة أوجه . بين الفقه والطب
أحدها : أنه علم شرعي إذ هو : مستفاد من النبوة بخلاف الطب فإنه ليس من علم الشرع .
والثاني : أنه لا يستغني عنه أحد من سالكي طريق الآخرة ألبتة لا الصحيح ولا المريض .
، وأما الطب فلا يحتاج إليه إلا المرضى وهم الأقلون .
والثالث : أن مجاور لعلم طريق الآخرة لأنه نظر في أعمال الجوارح ومصدر أعمال الجوارح ومنشؤها صفات القلوب فالمحمود ، من الأعمال يصدر عن الأخلاق المحمودة المنجية في الآخرة ، والمذموم يصدر من المذموم وليس يخفى اتصال الجوارح بالقلب . علم الفقه
وأما الصحة والمرض فمنشؤهما صفاء في المزاج والأخلاط وذلك من أوصاف البدن لا من أوصاف القلب فمهما أضيف الفقه إلى الطب ظهر شرفه وإذا أضيف علم طريق الآخرة إلى الفقه ظهر أيضا شرف علم طريق الآخرة .