وهذا على ضربين : أحدهما : يتعلق بمصالح الدنيا ويحويه كتب الفقه والمتكفل به الفقهاء وهم علماء الدنيا .

والثاني ما يتعلق بمصالح الآخرة وهو nindex.php?page=treesubj&link=30481_29559علم أحوال القلب وأخلاقه المحمودة والمذمومة وما هو مرضي عند الله تعالى وما هو مكروه وهو الذي يحويه الشطر الأخير من هذا الكتاب أعني ، جملة كتاب إحياء علوم الدين ومنه العلم بما يترشح من القلب على الجوارح في عباداتها وعاداتها وهو الذي يحويه الشطر الأول من هذا الكتاب .

والضرب الثالث : المقدمات وهي التي تجري منه ، مجرى الآلات كعلم اللغة والنحو فإنهما آلة لعلم كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليست nindex.php?page=treesubj&link=20824_20481اللغة والنحو من nindex.php?page=treesubj&link=26372_18481_18480_17998العلوم الشرعية في أنفسهما ولكن يلزم الخوض فيهما بسبب الشرع ؛ إذ جاءت هذه الشريعة بلغة العرب وكل شريعة لا تظهر إلا بلغة فيصير تعلم تلك اللغة آلة ومن الآلات علم كتابة الخط إلا أن ذلك ليس ضروريا إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا .

ولو تصور استقلال الحفظ بجميع ما يسمع لاستغنى عن الكتابة ، ولكنه صار بحكم العجز في الغالب ضروريا .

الضرب الرابع المتممات وذلك في علم القرآن فإنه ينقسم إلى ما يتعلق باللفظ كتعلم القراءات ومخارج الحروف وإلى ما يتعلق بالمعنى كالتفسير فإن اعتماده أيضا على النقل إذ : اللغة بمجردها لا تستقل به

وَهَذَا عَلَى ضَرْبَيْنِ : أَحَدُهُمَا : يَتَعَلَّقُ بِمَصَالِحِ الدُّنْيَا وَيَحْوِيهِ كُتُبُ الْفِقْهِ وَالْمُتَكَفِّلُ بِهِ الْفُقَهَاءُ وَهُمْ عُلَمَاءِ الدُّنْيَا .

وَالثَّانِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَصَالِحِ الْآخِرَةِ وَهُوَ nindex.php?page=treesubj&link=30481_29559عِلْمُ أَحْوَالِ الْقَلْبِ وَأَخْلَاقُهُ الْمَحْمُودَةُ وَالْمَذْمُومَةُ وَمَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا هُوَ مَكْرُوهٌ وَهُوَ الَّذِي يَحْوِيهِ الشَّطْرُ الْأَخِيرُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ أَعْنِي ، جُمْلَةَ كِتَابِ إِحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ وَمِنْهُ الْعِلْمُ بِمَا يَتَرَشَّحُ مِنَ الْقَلْبِ عَلَى الْجَوَارِحِ فِي عِبَادَاتِهَا وَعَادَاتِهَا وَهُوَ الَّذِي يَحْوِيهِ الشَّطْرُ الْأَوَّلُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ .

وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ : الْمُقَدِّمَاتُ وَهِيَ الَّتِي تَجْرِي مِنْهُ ، مَجْرَى الْآلَاتِ كَعِلْمِ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ فَإِنَّهُمَا آلَةٌ لِعِلْمِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَتْ nindex.php?page=treesubj&link=20824_20481اللُّغَةُ وَالنَّحْوُ مِنَ nindex.php?page=treesubj&link=26372_18481_18480_17998الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ فِي أَنْفُسِهِمَا وَلَكِنْ يَلْزَمُ الْخَوْضِ فِيهِمَا بِسَبَبِ الشَّرْعِ ؛ إِذْ جَاءَتْ هَذِهِ الشَّرِيعَةُ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَكُلُّ شَرِيعَةٍ لَا تَظْهَرُ إِلَّا بِلُغَةٍ فَيَصِيرُ تَعَلُّمُ تِلْكَ اللُّغَةِ آلَةً وَمِنْ الْآلَاتِ عِلْمُ كِتَابَةِ الْخَطِّ إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ ضَرُورِيًّا إِذْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّيًّا .

وَلَوْ تُصُوِّرَ اسْتِقْلَالُ الْحِفْظِ بِجَمِيعِ مَا يُسْمَعُ لَاسْتَغْنَى عَنِ الْكِتَابَةِ ، وَلَكِنَّهُ صَارَ بِحُكْمِ الْعَجْزِ فِي الْغَالِبِ ضَرُورِيًّا .

الضَّرْبُ الرَّابِعُ الْمُتَمِّمَاتِ وَذَلِكَ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَنْقَسِمُ إِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِاللَّفْظِ كَتَعَلُّمِ الْقِرَاءَاتِ وَمَخَارِجِ الْحُرُوفِ وَإِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَعْنَى كَالتَّفْسِيرِ فَإِنَّ اعْتِمَادَهُ أَيْضًا عَلَى النَّقْلِ إِذِ : اللُّغَةُ بِمُجَرَّدِهَا لَا تَسْتَقِلُّ بِهِ