وأما المنافقون، فهم على قسمين:
1-قوم يقولون الكلمة الطيبة بألسنتهم، وقلوبهم مطمئنة بالكفر، ويضمرون الجحود الشرف في أنفسهم.
قال تعالى في حقهم: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [النساء: 145].
2-وطائفة دخلوا في الإسلام بضعف.
1-فمنهم من يتبعون عادة قومهم، ويعتادون موافقتهم؛ إن آمن القوم آمنوا، وإن كفروا كفروا.
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
2- ومنهم من هجم على قلوبهم لذات الدنيا الدنية، بحيث لم تترك في القلب محلا لمحبة الله، ومحبة رسوله، أو ملك قلوبهم حرص المال، والحسد، والحقد، ونحو ذلك، حتى لا يخطر ببالهم حلاوة المناجاة، ولا بركات العبادات.أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا
4-ومنهم من يخطر ببالهم ظنون واهية، وشبهات ركيكة في رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإن لم يبلغوا درجة يخلعون بها ربقة الإسلام، ويخرجون منه بالكلية. [ ص: 92 ]
ومنشأ تلك الشكوك جريان الأحكام البشرية على حضرة نبينا، وظهور ملة الإسلام في صورة غلبة الملوك على أطراف الممالك، وما أشبه ذلك.