: حقيقة الاستعانة
فإن قيل: ما حقيقة الاستعانة عملا ؟
قلنا : هي التي يعبر عنها بالتوكل ، وهي حالة للقلب تنشأ عن معرفة الله ، وتفرده بالخلق ، والأمر ، والتدبير ، والضر ، والنفع ، وأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن . [ ص: 314 ]
فتوجب اعتمادا عليه ، وتفويضا إليه ثقة به ، فيصير نسبة العبد إليه تعالى نسبة الطفل إلى أبويه فيما ينوبه من رغبة ، ورهبة .
فلو دهمه ما عسى أن يدهمه من الآفات ، لا يلتجئ إلى غيرهما .
فإن كان العبد مع هذا الاعتماد من أهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة .
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه [الطلاق : 2-3] أي : كافيه .