لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .
[103] لا تدركه الأبصار لا تحيط به.
وهو يدرك الأبصار لا يفوته منها شيء، فيبصر ما لا يبصر خلقه، وخلقه لا يبصرون ما يبصر، والمعتزلة يتمسكون بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عز وجل، ومذهب أهل السنة جاء به القرآن والسنة، وعليه اتفاق الأئمة، قال الله تعالى: إثبات رؤيته سبحانه في الآخرة، إلى ربها ناظرة [القيامة: 23] وقال في الكفار: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين: 15] ، وقال -صلى الله عليه وسلم-: وقال "إنكم سترون ربكم عيانا" لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعيروا الكفار بالحجاب، وقال مالك: والله تعالى يرى في الآخرة، يراه المؤمنون في الجنة بأعين رؤوسهم بلا شبهة ولا كيفية، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة، وقال أبو حنيفة: لما حجب قوم بالسخط، دل على أن قوما يرونه بالرضا، وقال الشافعي: إن الله تعالى يتجلى [ ص: 446 ] في القيامة لعباده الأبرار، فيرونه بالعيون والأبصار. أحمد:
وهو اللطيف الرفيق بعباده.
الخبير بهم.
* * *