يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم . [ ص: 341 ]
[94] ولما كانوا محرمين عام الحديبية، ابتلاهم الله بالصيد، وكانت الوحوش تغشاهم في رحالهم بحيث تمكنوا من صيدها أخذا بأيديهم، وطعنا برماحهم وهم محرمون، فنزلت:
يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله ليختبرنكم ليظهر المطيع من العاصي.
بشيء من الصيد إنما خص فقال: بشيء لأنه ابتلاهم الله بصيد البر خاصة.
تناله أيديكم يعني: الفرخ والبيض وما لا يقدر أن يفر. قرأ (من الصيد تناله) بإدغام الدال في التاء. أبو عمرو:
ورماحكم تنال كباره.
ليعلم الله من يخافه بالغيب ليتميز الخائف من عقابه باجتناب الصيد ممن لا يخافه; لضعف قلبه، وقلة إيمانه.
فمن اعتدى بعد ذلك بصيده بعد التحريم.
فله عذاب أليم فالوعيد لاحق به.
* * *