يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين .
[67] يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك أي: جميع المنزل إليك. [ ص: 322 ]
من ربك ولا تخف إلا الله، ومن خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وبر الله تعالى به أن الله تعالى خاطب جميع الأنبياء بأسمائهم، فقال: (يا آدم) (يا نوح) (يا إبراهيم) (يا داود) (يا عيسى) (يا زكريا) (يا يحيى)، ولم يخاطب هو إلا (يا أيها الرسول) (يا أيها النبي) (يا أيها المزمل) (يا أيها المدثر).
وإن لم تفعل أي: إن لم تبلغ مجموعه.
فما بلغت رسالته فما أديت شيئا منها; لأن كتمان بعضها يضيع ما أدي منها; كترك بعض أركان الصلاة. قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، وأبو بكر، (رسالاته) على الجمع، والباقون: على التوحيد، ثم قال مشجعا له: ويعقوب:
والله يعصمك أي: يحفظك.
من الناس فلا يصلون إليك بقتل ولا غيره، ونزلت بعدما شج وجهه، وكسرت رباعيته، والمراد بالناس: الكفار; لقوله بعد:
إن الله لا يهدي القوم الكافرين .
عن رضي الله عنها: عائشة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرس حتى نزلت هذه الآية، فأخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه من القبة وقال لهم: "يا أيها الناس! انصرفوا; فقد عصمني الله".