إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا .
[58] إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قرأ أبو عمرو: يأمركم باختلاس الحركة من طريق البغداديين، وروي عنه من طريق [ ص: 144 ] العراقيين وغيرهم: بإسكان الراء، والباقون: يشبعون الحركة. نزلت في من عثمان بن طلحة الحجبي بني عبد الدار، وكان سادن الكعبة، فلما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح، أغلق باب الكعبة، وأبى أن يدفع له المفتاح ليدخل فيها، وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه، فمد علي يده وأخذه منه، وفتح، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصلى ركعتين، فلما خرج، سأله أن يعطى المفتاح، ويجمع له السقاية والسدانة، فأمر الله أن يرد إليه، فأمر عليا بأن يرد المفتاح إلى العباس ويعتذر إليه، فكان ذلك سببا لإسلامه، فلما مات، دفعه إلى أخيه عثمان، شيبة، فالمفتاح والسدانة في أولادهم إلى يوم القيامة.
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل أي: بالقسط.
إن الله نعما أي: نعم الشيء الذي.
يعظكم به وتقدم اختلاف القراء في (نعما) في سورة البقرة عند تفسير قوله تعالى: إن تبدوا الصدقات فنعما هي [البقرة: 271].
إن الله كان سميعا بصيرا .
قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام [ ص: 145 ] عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: أخرجه الإمام "عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأول ثلاثة يدخلون الجنة من أمتي، فالشهيد، وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه، وفقير متعفف ذو عيال، والثلاثة الذين يدخلون النار، فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله من ماله، وفقير فخور" رضي الله عنه. أحمد