يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا .
[19] كانوا في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة، جاء ابنه من غيرها، أو قريبه من عصبة، فألقى ثوبه عليها، وقال: أنا أحق بها، ثم إن شاء تزوجها بصداقها الأول، وإن شاء زوجها غيره وأخذ صداقها، وإن شاء عضلها; لتفتدي بما ورثت من زوجها، وكان الزوج أيضا يضار زوجته إذا كرهها لتفتدي منه، فنزل:
يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها قرأ [ ص: 103 ] حمزة، والكسائي، (كرها) بضم الكاف، والباقون: بالفتح، قال وخلف: الفراء: الكره بالفتح: ما أكره عليه، وبالضم: ما كان من قبل نفسه من المشقة.
ولا تعضلوهن أي: لا يحل لكم أن ترثوا النساء، ولا أن تمنعوهن عما يحل لهن.
لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من الصداق وغيره.
إلا أن يأتين بفاحشة مبينة أي: لا تعضلوهن لعلة من العلل إلا لعلة إتيانهن بالفاحشة، وهي النشوز، أو الزنا. قرأ ابن كثير، عن وأبو بكر (مبينة) بفتح الياء، والباقون: بكسرها. عاصم
وعاشروهن بالمعروف بالإجمال في القول، والمبيت، والنفقة.
فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا المعنى: فإن كرهتموهن، فاصبروا عليهن، فلعل كراهتكم لهن مع الصبر عليهن يحدث بينكم ولدا صالحا، أو ألفة ومحبة.