قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم .
[14] ونزل في طوائف من الأعراب قدموا المدينة في سنة جدبة، وأظهروا الإسلام ليأمنوا بذلك على نفوسهم وأموالهم، ومنوا بذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قالت الأعراب آمنا يا محمد: لم تؤمنوا حقيقة، وأوقع لم تؤمنوا موقع كذبتم; لأنه نفى ما ادعوه تأدبا.
ولكن قولوا أسلمنا انقدنا واستسلمنا; مخافة القتل والسبي.
ولما أي: لم يدخل الإيمان في قلوبكم فالإسلام: الخضوع والقبول لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن وجد معه اعتقاد وتصديق بالقلب، فهو إيمان، وتقدم ذكر الإيمان واختلاف الأئمة فيه أول سورة البقرة.
وإن تطيعوا الله ورسوله بالإخلاص وترك النفاق. [ ص: 374 ]
لا يلتكم قرأ أبو عمرو، (يألتكم) بهمزة ساكنة بين الياء واللام، ويبدلها ويعقوب: على أصله; من ألت يألت; كضرب يضرب؛ لقوله تعالى: (وما ألتناهم)، وقرأ الباقون: بكسر اللام من غير همز; من لات يليت; كباع يبيع، وهما لغتان، معناهما: لا ينقصكم. أبو عمرو
من أعمالكم أي: من ثوابها شيئا إن الله غفور لما فرط من المطيعين رحيم بالتفضل عليهم.
* * *