مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم .
[15] مثل الجنة التي وعد المتقون أي: صفتها.
فيها أنهار من ماء غير آسن قرأ ابن كثير: (أسن) بقصر الهمزة، والباقون: بمدها; أي: غير متغير الطعم والرائحة.
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه كلبن الدنيا.
وأنهار من خمر لذة للشاربين لم تدسها الأرجل، ولم تدنسها الأيدي; لأن خمر الدنيا كريهة الطعم عند التناول، وشربها يبعد من الله تعالى; [ ص: 316 ] بخلاف خمر الجنة. قرأ عن ابن ذكوان (للشاربين) بالإمالة بخلاف عنه. ابن عامر:
وأنهار من عسل مصفى لا شمع فيه ولهم فيها مع كل ذلك.
من كل الثمرات أصناف ومغفرة من ربهم عطف على الصنف المحذوف; أي: ونعيم أعطته المغفرة وسببته، وإلا فالمغفرة إنما هي قبل الجنة.
كمن أي: أمثال أهل الجنة وهي بهذه الأوصاف كمن.
هو خالد في النار وسقوا ماء حميما شديد الحر يسقط فروة الوجه عند الشرب.
فقطع أمعاءهم ما في بطونهم من الحوايا; من فرط الحرارة، فخرجت من أدبارهم.
* * *