[ ص: 443 ] من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور .
[10] ولما تعزز الكفار بأصنامهم، نزل قوله تعالى:
من كان يريد العزة فلله العزة جميعا المعنى: عزة الدارين مختصة بالله سبحانه وتعالى، فلا تطلب إلا منه بتقواه، ومن أراد التعزز، فليتعزز بطاعته تعالى إليه يصعد الكلم الطيب هو: لا إله إلا الله، ونحوها.
والعمل الصالح يرفعه اختلف في الضمير في (يرفعه) على من يعود؟ فقيل: يرجع إلى الكلم، فيكون المعنى: أن الكلم الطيب يرفع العمل الصالح; بأن يتقبل منه بسببه; لأن الطاعة إنما تقبل مع التوحيد; لأن طاعة الكافر مردودة، وقيل: يرجع إلى (العمل)، فيكون المعنى: أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فكأن التوحيد إنما قبل بسبب الطاعة; لأن التوحيد مع المعصية لا ينفع; لأنه يعاقب على المعصية، وقال بعضهم: الفعل مسند إلى الله تعالى; أي: والعمل الصالح يرفعه الله تعالى، بأن يتقبله، قال -رحمه الله-: وهذا أرجح الأقوال . ابن عطية
والذين يمكرون أي: مكروا المكرات السيئات والمراد: مكر المشركين به - صلى الله عليه وسلم - حين اجتمعوا في دار الندوة، وتقدم ذكر القصة في الأنفال، المعنى: المحتالون في هلاكك. [ ص: 444 ]
لهم عذاب شديد بما يمكرون ومكر أولئك الكفار هو يبور يكسد ويبطل.
* * *