وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين .
[18] ولما هلك مالهم ، قالوا: نحن نتوب، ويرد علينا خيرنا، [ ص: 417 ] فرد عليهم خير أكثر من ذلك وجعلنا بينهم وهم باليمن وبين القرى التي باركنا فيها بالماء والشجر، وهي قرى الشام قرى ظاهرة متقاربة، تظهر الثانية من الأولى; لقربها منها، وكان متجرهم من اليمن إلى الشام، فكانوا يبيتون بقرية، ويقيلون بأخرى، وكانوا لا يحتاجون إلى حمل زاد من سبإ إلى الشام.
وقدرنا فيها السير للمبيت والمقيل، فكان سيرهم في الغدو والرواح على قدر نصف يوم، فإذا ساروا نصف يوم، وصلوا إلى قرية ذات مياه وأشجار، وقلنا لهم: سيروا فيها لمصالحكم ليالي وأياما أي: ليلا ونهارا آمنين من العدو والجوع والعطش.