ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون .
[28] ثم عقبه بصفات التشريك فقال: ضرب لكم مثلا من أنفسكم أي: بين لكم شبها من حالكم، و (من) هذه ابتدائية; أي: أخذ مثلا وانتزعه من أقرب شيء منكم، وهي أنفسكم، ثم بين المثل فقال: [ ص: 283 ] هل لكم من ما ملكت أيمانكم أي: من عبيدكم وإمائكم، و (من) هنا تبعيض.
من شركاء في ما رزقناكم من المال، و (من) هنا زائدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي فأنتم وهم فيه في المال.
سواء تخافونهم أي: تخافون مواليكم خيفة كخيفتكم أنفسكم أي: أمثالكم من الأحرار، المعنى: هل ترضون أن يشارككم من ملكت أيمانكم فيما رزقناكم، فتكونوا سواء، فتخافونهم أن ينفردوا بأمر دونكم، كما تخافون الشركاء الأحرار؟ فإذا لم ترضوا ذاك، فكيف ترضون لله بشريك فيما يملكه؟ كذلك أي: كهذا التفصيل نفصل نبين الآيات لقوم يعقلون ينظرون إلى هذه الدلائل بعقولهم.
* * *