إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم .
[35] إذ قالت امرأت عمران العامل فعل مضمر تقديره: اذكر إذ قالت، وامرأة عمران هي حنة بنت فاقود، وعمران بن ماثان، وكان زمن زكريا، فتزوج زكريا إيساع أخت حنة، فكان يحيى وعيسى ابني خالة. و (امرأت) رسمت بالتاء في سبعة مواضع، ووقف عليها بالهاء ابن كثير، وأبو عمرو ويعقوب، وليس هذا بعمران أبي والكسائي، موسى، كان بينهما ألف وثمان مئة سنة، فأحبت حنة الولد بعد ما أسنت، فدعت بذلك، فلما حملت، قالت:
رب إني نذرت لك ما في بطني محررا أي: غلاما محررا، ولم تقل: محررة; لأنهم إنما كانوا يحررون الغلمان، فنذرت إن رزقها الله ولدا، [ ص: 442 ] جعلته من سدنة بيت المقدس، والنذر: ما يوجبه الإنسان على نفسه، وتقدم الكلام عليه، والخلاف فيه في سورة البقرة، والمحرر: المعتق; من الحر، والحر في الحقيقة الذي لم يملك، فأرادت أن تجعله حرا من كل شيء عبدا مخلصا لله. تلخيصه: أوجبت علي أن الذي في بطني عتيق مفرغ لعبادة الله تعالى، لا أشغله بشيء من الدنيا.
فتقبل مني إنك أنت السميع لدعائي.
العليم بنيتي، فمات عمران وهي حامل بمريم، وكان من رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم. قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وابن عامر، وابن كثير، (مني إنك) (لي آية) بسكون الياء، والباقون: بفتحها. ويعقوب