وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون .
[82] وأصبح الذين تمنوا مكانه أي: صار أولئك الذين تمنوا ما رزق من المال والزينة.
بالأمس أي: بالوقت القريب منهم، استعاره هنا; لأن أمس عبارة عن اليوم الذي قبل يومك، يتندمون. [ ص: 223 ]
و يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر يضيق.
لولا أن من الله علينا فلم يعطنا ما تمنينا.
لخسف بنا لتوليده فينا ما ولده فيه، فخسف به لأجله.
ويكأنه لا يفلح الكافرون لنعمة الله; كقارون. (ويكأن) كتبت موصولة كلمة واحدة في جميع المصاحف، وكذلك (ويكأنه) لكثرة الاستعمال، لأن أصلها: (وي) تعجب و (ما) متصلة بـ (أن) عند البصريين، ولذلك فتحت الهمزة، فصار معناها الندامة، والتنبيه على الخطإ، وعند الكوفيين أن (ويك) ويلك، ومعناها: ألم تر، واختلف في الوقف عليهما، فوقف : (ويك) على الكاف مقطوعة من الهمزة، وإذا ابتدأ، ابتدأ بالهمزة (أن)، و (أنه)، ووقف أبو عمرو (وي) على الياء مقطوعة من الكاف، وإذا ابتدأ، ابتدأ بالكاف (كأن) و (كأنه)، ووقف الباقون (ويكأن) (ويكأنه) موصولة اتباعا للمصحف، وهذا هو الأولى والمختار في مذاهب الجميع; اقتداء بالجمهور، وأخذا بالقياس الصحيح ، وقرأ الكسائي ، يعقوب وحفص عن : (لخسف) بفتح الخاء والسين، الفاعل الله تعالى، وقرأ الباقون: بضم الخاء وكسر السين مجهولا . عاصم
* * *