وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا .
[48] وهو الذي أرسل الرياح قرأ : (الريح) على الإفراد، وقرأ الباقون: (الرياح) على الجمع ابن كثير بشرا ناشرات للسحاب، جمع نشور. قرأ : بالنون وضمها وإسكان الشين على التخفيف، وقرأ ابن عامر ، حمزة ، والكسائي : بالنون وفتحها وإسكان الشين على أنه مصدر وصف به، وقرأ وخلف : بالباء الموحدة وضمها وإسكان الشين تخفيف بشر جمع بشور بمعنى مبشر، وقرأ الباقون: بالنون وضمها وضم الشين على المعنى الأول . عاصم
بين يدي رحمته أي: قدام المطر.
وأنزلنا من السماء ماء طهورا والطهور: هو الباقي على أصل خلقته من ماء المطر والبحر والعيون والآبار، على أي صفة كان; من عذوبة وملوحة، وحرارة وبرودة وغيرها.
وما تغير بمكثه، أو بطاهر لا يمكن صونه عنه; كالتراب والطحلب [ ص: 31 ] وورق الشجر ونحوها، فهو طاهر [في نفسه، مطهر لغيره، يرفع الأحداث، ويزيل الأنجاس بالاتفاق، فإن تغير عن أصل خلقته بطاهر] يغلب على أجزائه مما يستغني عنه الماء غالبا، لم يجز التطهير به عند الثلاثة، وجوز الوضوء بالماء المتغير بالزعفران ونحوه من الطاهرات، ما لم تزل رقته، وقال أيضا: بجواز إزالة النجاسة بالمائعات الطاهرة; كالخل وماء الورد ونحوهما، وخالفه الثلاثة، أبو حنيفة ، ومحمد بن الحسن واتفقوا على أنه وزفر، نجس، قل أو كثر، والماء المستعمل: وهو ما أزيل به حدث، لا يطهر الأحداث عند الثلاثة، وقال إذا تغير الماء بالنجاسة، : يجوز مالك مع الكراهة، وإذا بلغ الماء قلتين، وخالطته نجاسة، فقال الوضوء بماء توضيء به مرة الشافعي : لا ينجس إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه، وقال وأحمد : ينجس الماء بملاقاة النجاسة ما لم يكن عشرة أذرع في مثلها، وقال أبو حنيفة : لا ينجس الماء بوقوع النجاسة فيه ولو كان قليلا ما لم يتغير أحد أوصافه الثلاثة، وهو رواية عن مالك ، وقدر القلتين خمس مئة رطل عراقي تقريبا، وأربع مئة وستة وأربعون رطلا وثلاثة أسباع رطل مصري، ومئة وسبعة أرطال وسبع رطل دمشقي، وتسعة وثمانون رطلا وسبعا رطل حلبي، وثمانون رطلا وسبعا رطل ونصف سبع رطل قدسي، ومساحتهما مربعا ذراع وربع طولا وعرضا وعمقا ومدورا، وذراع طولا وذراعان ونصف ذراع عمقا، والمراد: ذراع اليد، والرطل مئة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم، وهو سبع القدسي وثمن [ ص: 32 ] سبعه، وسبع الحلبي وربع سبعه، وسبع الدمشقي ونصف سبعه، ونصف المصري وربعه وسبعه وتسعون مثقالا. أحمد
* * *