من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم .
[106] روي سب النبي - صلى الله عليه وسلم - عند المشركين مكرها ، فقال المسلمون : قد كفر عمار بن ياسر ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : "كلا ، إن عمارا قد ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه" ، فأتى عمار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : نلت منك يا رسول الله ، قال : "كيف وجدت قلبك ؟ " قال : مطمئنا ، [ ص: 59 ] فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح عيني عمار ويقول : "إن عادوا فعد لهم بما قلت" ، فنزل فيه وفيمن جرى مجراه : عمار من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره على كلمة الكفر استثناء متصل ؛ لأن الكفر يطلق على القول والاعتقاد . أن
وقلبه مطمئن بالإيمان لم تتغير عقيدته ، لا يدخل في هذا الحكم .
ولكن من شرح بالكفر صدرا أي : طاب به نفسا .
فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم إذ لا أعظم من جرمه .
واتفق الأئمة على أن من ، يجوز له أن يقول بلسانه ، وإذا قال غير معتقد بقلبه ، لا يكفر ، وإن أبى حتى يقتل كان أفضل . أكره على كلمة الكفر
واختلفوا في ، فأجازه طلاق المكره ، وأبطله الثلاثة ، وأما المكره بحق ، فهو مكلف بالاتفاق . أبو حنيفة