وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين يوسف: 42].
[42] وقال يوسف للذي ظن أي: علم.
أنه ناج منهما وهو الساقي. روي عن قنبل، الوقف بالياء على (ناجي). ويعقوب:
اذكرني عند ربك أي: سيدك الملك، فقل له: في السجن غلام محبوس ظلما طال حبسه.
فأنساه الشيطان ذكر ربه أي: فأنسى الساقي ذكر يوسف لسيده، فلم يذكره له، وقيل: أنسى الشيطان يوسف ذكر الله حتى استغاث بغيره، وتلك غفلة عرضت ليوسف. [ ص: 425 ]
فلبث مكث في السجن بضع سنين وهي سبع سنين في قول الأكثر، وكان قد لبث قبله خمس سنين، فجملته اثنتا عشرة سنة.
روي أن جبريل عليه السلام قال له: من الذي حببك إلى أبيك دون إخوتك، وحفظك في الشدائد؟ فقال: الله، فقال: إنه يقول: أحسبت أني أنساك في السجن حتى استغثت بغيري وأنا أقرب إليك وأقدر على خلاصك؟ لتلبثن فيه بضع سنين، قال: وربي عني راض؟ قال: نعم، قال: فلا أبالي إذن.
وروي يوسف لما قال ذلك، قيل له: أتخذت من دوني وكيلا؟ لأطيلن حبسك، فقال: يا رب! أنسى قلبي كثرة البلوى، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لولا كلمة يوسف، ما لبث في السجن ما لبث". أن
* * *