وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون يوسف: 21].
[21] فلما قدمت السيارة بيوسف مصر، دخلوا به السوق يعرضونه للبيع، وكانت قوافل الشام تنزل بالناحية المعروفة اليوم بالموقف، وهي ظاهر مصر خارج كوم الجارح بالقرب من الجامع الطولوني، فوقف الغلام، ونودي عليه، فاشتراه قطفير صاحب أمر الملك، وكان على خزائن مصر يسمى العزيز، واشتراه بعشرين دينارا وزوج نعل، وثوبين أبيضين، وقيل غير ذلك.
وقال الذي اشتراه من مصر هو قطفير المذكور لامرأته واسمها زليخا، وقيل: راعيل أكرمي مثواه منزله؛ أي: أحسني تعهده.
عسى أن ينفعنا فيما نحتاج إليه، وكان العزيز لا يولد له فقال:
أو نتخذه ولدا نتبناه؛ لما رأى فيه من مخايل الفلاح.
وكذلك أي: وكإنجائنا يوسف من الشدائد وعطف قلب العزيز عليه.
مكنا ليوسف في الأرض أرض مصر؛ بأن جعلناه حاكما عليها.
ولنعلمه من تأويل الأحاديث هي تعبير الرؤيا.
والله غالب على أمره الهاء في (أمره) لله تعالى؛ أي: لا مانع [ ص: 407 ] لقضائه، وقيل: ليوسف؛ أي: إنه يدبره، ولا يكله إلى سواه.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون مراد الله تعالى.
* * *