وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين . [ ص: 295 ]
[61] وما تكون يا محمد في شأن أمر، وأصله الهمز بمعنى القصد، شأنت شأنه: قصدته.
وما تتلو منه من الله من قرآن نزل، ثم خاطبه وأمته فقال:
ولا تعملون من عمل وأضمر - صلى الله عليه وسلم - قبل الذكر تفضيلا له، ثم جمع مع أمته تفضيلا لهم.
إلا كنا عليكم شهودا مطلعين.
إذ تفيضون فيه أي: تخوضون في العمل.
وما يعزب قرأ بكسر الزاي، والباقون: بالضم، ومعناهما: يغيب الكسائي: عن ربك من مثقال أي: وزن ثقل ذرة وهي النملة الحميراء الصغيرة.
في الأرض ولا في السماء أي: في الوجود، وتقديم الأرض؛ لأن الكلام في حال أهلها.
ولا أصغر من ذلك أي: من الذرة ولا أكبر قرأ يعقوب، وحمزة، (ولا أصغر) (ولا أكبر) برفع الراء فيهما عطفا على موضع (من) ومعمولها؛ لأن موضعه رفع بـ (يعزب)، وقرأ الباقون: بالنصب عطفا على الذرة في الكسر، وجعل الفتح بدل الكسر لامتناع الصرف. [ ص: 296 ] وخلف:
إلا في كتاب مبين هو اللوح المحفوظ.
* * *