8787 - أخبرني قال : حدثنا عمران بن بكار بن راشد الحمصي قال : حدثنا أبو اليمان ، عن شعيب قال : أخبرني الزهري عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي - وكان من أصحاب - أن أبي هريرة قال : أبا هريرة عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب ، فانطلقوا حتى إذا [ ص: 42 ] كانوا بالهدأة - وهي بين عسفان ومكة - ذكروا لحي من هذيل ، يقال لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عشرة رهط سرية عينا ، وأمر عليهم بنو لحيان ، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام ، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فاتبعوا آثارهم ، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد ، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم : انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ، لا نقتل منكم أحد ، فقال عاصم بن ثابت أمير السرية : أما أنا - فوالله - لا أنزل اليوم في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل ، فقتلوا عاصما في سبعة ، ثم نزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق ، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر ، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم ، فقال الرجل الثالث : هذا أول الغدر ، والله لا أصحبكم فجرروه وعالجوه ، فأبى أن يصحبهم فقتلوه ، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر ، فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني [ ص: 43 ] عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته ، أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها ، فأعارته ، قالت : فتدرج ابن لي وأنا غافلة حتى أتاه ، قالت : فوجدته مجلسه على فخذه ، والموسى بيده ، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال : أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك ، قالت : والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب ، لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده ، وإنه لموثق بالحديد ، وما بمكة من ثمرة ، فكانت تقول : إنه لرزق من الله رزقه خبيبا ، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل ، قال لهم خبيب : ذروني أركع ركعتين ، فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال : لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لزدت ، اللهم أحصهم عددا .
فما أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب ان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع