2705 [ ص: 374 ] باب في قوله تعالى: { وإن تظاهرا عليه } وأورده النووي في: (باب بيان أن تخيير امرأته، لا يكون طلاقا الخ) .
حديث الباب
وهو بصحيح \ مسلم النووي ص 85 - 87 جـ 10 المطبعة المصرية
[عن عبيد بن حنين أنه سمع يحدث، قال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عبد الله بن عباس عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه عمر بن الخطاب حفصة وعائشة. قال: فقلت له: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه، فإن كنت أعلمه أخبرتك. قال: وقال يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال: تلك والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، قال: فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلت لها: وما لك أنت ولما هاهنا، وما تكلفك في أمر أريده، فقالت لي: عجبا لك يا عمر: ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك [ ص: 375 ] لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يظل يومه غضبان، قال ابن الخطاب فآخذ ردائي، ثم أخرج مكاني، حتى أدخل على عمر فقلت لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة والله! إنا لنراجعه فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية، لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، ثم خرجت حتى أدخل على حفصة: لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا أم سلمة قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال: فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها، وكان لي صاحب من ابن الخطاب الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه، فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب، وقال: افتح افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه. فقلت، رغم أنف حفصة ، ثم آخذ ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرتقى إليها بعجلة، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة، فقلت: هذا وعائشة فأذن لي، قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فلما بلغت حديث عمر: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند [ ص: 376 ] رأسه أهبا معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، فقال: "ما يبكيك؟" فقلت: يا رسول الله! إن أم سلمة كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة؟" ]. فقلت: