التفسير:
مجاهد، وقتادة: البروج : [النجوم، أبو صالح]: النجوم والعظام، وقبل: هي البروج الاثنا عشر، وقيل: هي قصور في السماء، واختيار أنها منازل [ ص: 67 ] الشمس والقمر. الطبري:
واليوم الموعود : يوم القيامة، عن النبي عليه الصلاة والسلام، وروي ذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين.
وقوله: وشاهد ومشهود : قال رضي الله عنه، وغيره: (الشاهد): يوم القيامة، و (المشهود): يوم عرفة، وعن علي أيضا: (الشاهد): يوم عرفة، و (المشهود): يوم النحر. علي
وعن كالقول الأول، وعنه: (الشاهد): يوم الجمعة، و (المشهود): يوم عرفة. أبي هريرة:
وعن (الشاهد): ابن عباس: محمد صلى الله عليه وسلم، و (المشهود): يوم القيامة، وعنه أيضا: (الشاهد): الله تعالى، و (المشهود): يوم القيامة، [وعنه أيضا: (الشاهد): يوم عرفة، و (المشهود): يوم القيامة].
وعن (الشاهد): يوم النحر، و (المشهود): يوم عرفة. النخعي:
وقيل: المعنى: وشاهد ومشهود عليهم; فـ (الشاهد): محمد صلى الله عليه وسلم، و (المشهود عليهم): سائر بني آدم.
وعن (الشاهد): ابن آدم، و (المشهود): يوم القيامة، فـ (المشهود) [ ص: 68 ] بمعنى: المحضور مجاهد: قتل أصحاب الأخدود أي: لعنوا، و الأخدود : الشق العظيم في الأرض، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر فيه طول: صهيب "أن أصحاب الأخدود قوم آمنوا، فخد لهم ملكهم الأخاديد، وأوقد فيها النيران، وألقوا فيها".
وعن رضي الله عنه: أن ملكا سكر، فوقع على أخته، ثم ندم، فأشارت عليه أن يخطب بأن الله عز وجل أحل نكاح الأخوات، ففعل، فلم يسمع منه، فأشارت عليه أن يخد لهم الأخدود، ويلقي فيه كل من عصاه، ففعل، قال: وبقاياهم ينكحون الأخوات، وهم المجوس، وكانوا أهل كتاب. علي
وقيل: الذي خد الأخدود ملك من ملوك حمير، كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين سنة.
وروي: أن الله قبض أرواح الذين ألقوا في الأخدود قبل أن يصلوا إلى النار، وخرجت نار من الأخدود، فأحرقت الذين هم عليها قعود.
كان أهل محمد بن كعب: نجران على دين عيسى، فدخل إليهم ذو نواس [ ص: 69 ] بجنوده، فخيرهم بين اليهودية والقتل، فاختاروا القتل، فشق لهم الأخدود، وألهب فيه النيران، وقتل منهم بالتحريق والتمثيل والقتل نحو عشرين ألفا.
إذ هم عليها قعود أي: على حافة الأخدود.
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود أي حضور; يعني: الكفار، كانوا يعرضون الكفر على المؤمنين، فمن أبى; ألقوه في النار.
وقوله: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي: عذبوهم بالنار، ثم لم يتوبوا أي: ماتوا على كفرهم; فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ; أي: في الدنيا، وقد تقدم ذكر النار التي خرجت من الأخدود.
وقوله: إن بطش ربك لشديد هذا جواب القسم.
إنه هو يبدئ ويعيد أي: يبدئ الخلق، ثم يبعثه، وقيل: يبدئ العذاب، ويعيده; أي: يبدئ لهم عذاب الحريق في الدنيا، ويعيده في الآخرة، وهذا اختيار الطبري.
[ ص: 70 ] بل هو قرآن مجيد أي: كريم.
في لوح محفوظ : قال اللوح المحفوظ في جبهة أنس بن مالك: إسرافيل.
خلق الله اللوح المحفوظ من درة بيضاء، دفتاه من ياقوتة، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر الله تعالى فيه كل يوم ثلاث مئة نظرة، وستين نظرة، يحيي في كل نظرة ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء. ابن عباس: