[ ص: 512 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النور
القول من أولها إلى قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون [الآيات:1-29].
سورة أنـزلناها وفرضناها وأنـزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم .ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم [ ص: 513 ] إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون .مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون .
والأحكام والنسخ:
قول الله عز وجل: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة : هذه الآية ناسخة للآيتين اللتين في (النساء) [15-16]، وقد تقدم ذكر ذلك، والمراد بهذه الآية [ ص: 514 ] في قول كثير من العلماء: وهو قول البكران، وحكم الثيبين: الرجم بغير جلد، مالك، وأبى حنيفة، وغيرهم. والشافعي،
وقال الحسن، هي في البكرين، والثيبين. وابن راهويه:
وروي: أن ويجلد الثيبان بالكتاب، ويرجمان بالسنة، رضي الله عنه فعله. عليا
والجلد يكون بسوط بين سوطين، لا شديدا، ولا لينا، في قول سائر العلماء.
في قول ويجرد المجلود في الزنا مالك، وغيرهما، وأبى حنيفة، قال ولا يجرد المجلود في القذف، مالك: ويترك على المرأة ما يسترها.
الإمام مخير; إن شاء جرد، وإن شاء ترك. الأوزاعي:
وروي عن الشعبي، وغيرهما: أن والنخعي، لكن يترك عليه قميص. المحدود لا يجرد،
في قول ويضرب الرجال قياما، والنساء قاعدات، أبى حنيفة، وغيرهما، وقال والشافعي، يضرب الرجل والمرأة قاعدين. مالك،
وقوله: ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله : قال ابن المسيب، وغيرهما: يعني: الضرب الشديد، وقال والحسن، مجاهد، وعطاء، وغيرهما: المعنى: لا تعطلوا الحدود من أجل الرأفة.
وقوله: وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين : قال وغيره: (الطائفة) : الرجل فما فوقه، ابن عباس، عطاء، أقل الطائفة رجلان، وعكرمة: ثلاثة فصاعدا، الزهري: والليث، وغيرهما: أربعة. مالك،