[ ص: 345 ] 1503 - وعن رضي الله عنهما أبي محمد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس وبسادس ، أو كما قال أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة : ، رضي الله عنه جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة ، وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله . قالت له امرأته : ما حبسك عن أضيافك ؟ قال : أو ما عشيتهم ؟ قالت : أبوا حتى تجيء وقد عرضوا عليهم . قال : فذهبت أنا ، فاختبأت . فقال : يا غنثر ! فجدع وسب وقال : كلوا لا هنيئا ، والله لا أطعمه أبدا . قال : وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا ، وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك ، فنظر إليها أبا بكر فقال لامرأته : يا أخت بني فراس ، ما هذا ؟ قالت : لا ، وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات! فأكل منها أبو بكر ، وقال : إنما كان ذلك من الشيطان - يعني يمينه - ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده . وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فتفرقنا اثني عشر رجلا ، مع كل رجل منهم أناس ، الله أعلم كم مع كل رجل فأكلوا منها أجمعون . أبو بكر وأن
وفي رواية : : لا يطعمه ، فحلفت المرأة : لا تطعمه ، فحلف الضيف - أو الأضياف - ألا يطعمه ، أو يطعموه حتى يطعمه ، فقال أبو بكر : هذه من الشيطان ! فدعا بالطعام ، فأكل وأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها ، فقال : يا أخت بني فراس ، ما هذا ؟ فقالت : وقرة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل أن نأكل فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أكل منها . أبو بكر فحلف
وفي رواية : قال أبا بكر لعبد الرحمن : دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فافرغ من قراهم قبل أن أجيء فانطلق عبد الرحمن ، فأتاهم بما عنده ، فقال : اطعموا ؛ فقالوا : أين رب منزلنا ؟ قال : اطعموا ، قالوا : ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا . قال : اقبلوا عنا قراكم ، فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه ، فأبوا ، فعرفت أنه يجد علي ، فلما جاء تنحيت عنه ، فقال : ما صنعتم ؟ فأخبروه ، فقال : يا عبد الرحمن ! فسكت . ثم قال : يا عبد الرحمن فسكت، فقال : يا غنثر ! أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت ! فخرجت فقلت : سل أضيافك ، فقالوا : صدق ، أتانا به . فقال : إنما انتظرتموني والله لا أطعمه الليلة ، فقال الآخرون : والله لا نطعمه حتى تطعمه فقال : ويلكم ما لكم لا تقبلون عنا قراكم ؟ هات طعامك ، فجاء به ، فوضع يده ، فقال : بسم الله . الأولى من الشيطان ، فأكل وأكلوا . متفق عليه . إن
[ ص: 346 ] قوله: «غنثر» بغين معجمة مضمومة ثم نون ساكنة ثم ثاء مثلثة وهو : الغبي الجاهل . وقوله: «فجدع» أي شتمه ، والجدع : القطع . قوله: «يجد علي» هو بكسر الجيم ، أي : يغضب .