القسمة وعند إمام الحرمين أنه يتوصل بالتقسيم إلى درك الحقيقة كالحد . وسبق عن الأستاذ حكاية الخلاف فيه بناء على الخلاف في جواز التركيب في الحد ، والنظر في حدها وأنواعها وشروط صحتها . أما حدها فتكثير الواحد تقديرا ، وهي نوعان : قسمة تمييز وقسمة ثوابت ، والثوابت ما عاد المستدعى منها إلى الاشتراك في مجرد اللفظ ، والتمييز بعكسه : وقد بلغها القدماء إلى أنواع ثمانية : [ ص: 152 ] الأول : قسمة الجنس إلى الأنواع ، كقسمة الحادث إلى جوهر وعرض وقسمة العرض في الاصطلاحات إلى أنواعه ، وكتقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف ، وتقسيم الفرقة عن النكاح إلى طلاق وفسخ ، وقسمة الميراث إلى فرض وتعصيب .
الثاني : قسمة النوع إلى الأشخاص ، كقسمة السواد إلى سواد القار وسواد الزنجي . الثالث : قسمة الكل إلى الأجزاء كقسمة بدن الإنسان إلى الأعضاء الرئيسة وإلى الرأس واليد . الرابع : قسمة الاسم المشترك إلى معانيه المختلفة . الخامس : قسمة الجوهر إلى الأعراض ، كقولهم : الجسم منه أحمر وأسود . السادس : قسمة العرض إلى الجواهر كقولهم : الأبيض إما ثلج أو قطن . السابع : قسمة العرض إلى أعراض كقولهم : الخلق ينقسم إلى الأحمر والأبيض . قالوا : وإلى هذه الجهات ينقسم كل منقسم ، وفيما ذكروه ضرب من التداخل . الثامن : قسمة الكلي إلى جزئياته .