[ التنبيه السابع ] [ ] دلالة الاستدعاء
ما ذكرناه من انحصار الدلالات في الثلاث هو المشهور ، وزاد من النحويين دلالة رابعة وسماها : بالاستدعاء ، وجعل دلالة الفعل على المحل وهو المفعول به ، وعلى الباعث يعني الذي بعث على الفعل ، وهو المفعول لأجله ، وعلى المصاحب وهو المفعول معه من قبيل هذه الدلالة ، وأنكره الجزولي الآمدي ، وقال : دلالة الفعل على المحل والباعث والمصاحب من قبيل دلالة الالتزام عندنا إلا أن المكان يلزم جميع الأفعال متعديها ولازمها ما وقع فيها عمدا وسهوا ، والمحل إنما يلزم من الأفعال المتعدي خاصة ، والباعثة إنما تلزم من الأفعال ما يوقعه القاصد للإيقاع ، ولا يلزم فعل الساهي والنائم ، والمصاحب إنما يلزم ما يشرك فيه الفاعل غيره . [ ص: 280 ]
وقد أورد القرافي على الحصر في الثلاث دلالة العام على أفراده .
وقال : إنها خارجة عنهن ، وجوابه يعلم من باب العام . ومنهم من أورد دلالة اللفظ المركب على مفرداته ، فإن الواضع لم يضعه لمفهومه ولا لشيء ذلك المفهوم داخل فيه ، ولا لخارج عنه لازم له .
وأجيب بأن المراد بوضع اللفظ للمعنى وضع عينه لعينه ، أو وضع أجزائه لأجزائه بحيث يطابق مجموع اللفظ مجموع المعنى ، والثاني موجود في المركب ، فإن الواضع وإن لم يضع مجموع " زيد قائم " لمدلوله ، فقد وضع كل جزء من أجزائه لجزء من مفهومه ، فإنه وضع زيدا للذات وقائما للصفة والحركة المخصوصة ، أعني دفعهما لإثبات الثاني للأول .