الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ اشتقاق الحيلة وبيان معناها ]

والحيلة : مشتقة من التحول ، وهي النوع والحالة كالجلسة والقعدة والركبة فإنها بالكسر للحالة ، وبالفتح للمرة ، كما قيل : الفعلة للمرة ، والفعلة للحالة ، والمفعل للموضع ، والمفعل للآلة ، وهي من ذوات الواو ، فإنها من التحول من حال يحول ، وإنما انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وهو قلب مقيس مطرد في كلامهم ، نحو ميزان وميقات وميعاد ; فإنها مفعال من الوزن والوقت والوعد ، فالحيلة هي نوع مخصوص من التصرف والعمل الذي يتحول به فاعله من حال إلى حال ، ثم غلب عليها بالعرف استعمالها في سلوك الطرق الخفية التي يتوصل بها الرجل إلى حصول غرضه ، بحيث لا يتفطن له إلا بنوع من الذكاء والفطنة ; فهذا أخص من موضوعها في أصل اللغة ، وسواء كان المقصود أمرا جائزا أو محرما ، وأخص من هذا استعمالها في التوصل إلى الغرض الممنوع منه شرعا أو عقلا أو عادة فهذا هو الغالب عليها في عرف الناس ; فإنهم يقولون : فلان من أرباب الحيل ، ولا تعاملوه فإنه متحيل ، وفلان يعلم الناس الحيل ، وهذا من استعمال المطلق في بعض أنواعه كالدابة والحيوان وغيرهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية