الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
643 [ 335 ] وعنه nindex.php?page=hadith&LINKID=657651أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=treesubj&link=31016_1534_1542_25353_29376_32706_16359هل ترون قبلتي ها هنا ؟ فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم ، إني لأراكم من وراء ظهري .
قوله " إني لأبصر من ورائي كما أبصر بين يدي " ، مذهب أهل السنة من الأشعرية وغيرهم أن هذا الإبصار يجوز أن يكون إدراكا خاصا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - محققا انخرقت له فيه العادة وخلق له وراءه ، أو يكون الإدراك العيني انخرقت له العادة ، فكان يرى به من غير مقابلة ; فإن أهل السنة لا يشترطون في الرؤية عقلا بنية مخصوصة ولا مقابلة ولا قربا ولا شيئا مما يشترطه المعتزلة وأهل البدع ، وأن تلك الأمور إنما هي شروط عادية يجوز حصول الإدراك مع عدمها ، ولذلك حكموا بجواز nindex.php?page=treesubj&link=28725رؤية الله تعالى في الدار الآخرة مع إحالة تلك الأمور كلها ، ولما ذهب أهل البدع إلى أن تلك الشروط عقلية استحال عندهم رؤية الله تعالى فأنكروها وخالفوا قواطع الشريعة التي وردت بإثبات الرؤية ، وخالفوا ما أجمع [ ص: 58 ] عليه الصحابة والتابعون ، ويؤيد هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : في هذا زيادة زاده الله إياها في حجته . وقال nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد : كان - عليه الصلاة والسلام - يرى في الظلام كما يرى في الضوء . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : nindex.php?page=treesubj&link=31016كان - عليه الصلاة والسلام - يرى من خلفه كما يرى من بين يديه . وذهب بعض أهل العلم إلى أن قوله " إني لأبصر من ورائي " راجع إلى العلم ، وأن معناه إني لأعلم ، وهذا تأويل لا حاجة إليه ، بل حمل ذلك على ظاهره أولى ، ويكون ذلك زيادة في كرامات النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي فضائله ; لأن ذلك جار على أصول أهل الحق كما قدمناه ، والله تعالى أعلم .