208 (48) باب
كيف بدأ الإسلام وكيف يعود ؟
[ 114 ] عن قال : أبي هريرة ; بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ ، فطوبى للغرباء . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
رواه مسلم ( 145 ) ، وابن ماجه ( 3986 ) .
[ ص: 362 ]
فَلَا تَحْرِمِينِي نَائِلًا عَنْ جِنَايَةٍ فَإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ الْعُبَابِ غَرِيبُ
[ ص: 363 ] وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِالْحَدِيثِ الْمُهَاجِرُونَ ; إِذْ هُمُ الَّذِينَ تَغَرَّبُوا عَنْ أَوْطَانِهِمْ فِرَارًا بِأَدْيَانِهِمْ ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَنَّ آخِرَ الزَّمَانِ تَشْتَدُّ فِيهِ الْمِحَنُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَيَفِرُّونَ بِأَدْيَانِهِمْ وَيَغْتَرِبُونَ عَنْ أَوْطَانِهِمْ كَمَا فَعَلَ الْمُهَاجِرُونَ . وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=680491قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ : هُمُ النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ ، إِشَارَةً إِلَى هَذَا الْمَعْنَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَلِذَلِكَ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12002الْهَرَوِيُّ : أَرَادَ بِذَلِكَ الْمُهَاجِرِينَ . وَالنُّزَّاعُ جَمْعُ نَزِيعٍ أَوْ نَازِعٍ ، وَهُوَ الَّذِي نَزَعَ عَنْ أَهْلِهِ وَعَشِيرَتِهِ وَبَعُدَ عَنْ ذَلِكَ .فلا تحرميني نائلا عن جناية فإني امرؤ وسط العباب غريب
[ ص: 363 ] ويحتمل أن يراد بالحديث المهاجرون ; إذ هم الذين تغربوا عن أوطانهم فرارا بأديانهم ، فيكون معناه أن آخر الزمان تشتد فيه المحن على المسلمين ، فيفرون بأديانهم ويغتربون عن أوطانهم كما فعل المهاجرون . وقد ورد في الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=680491قيل : يا رسول الله ! من الغرباء ؟ قال : هم النزاع من القبائل ، إشارة إلى هذا المعنى ، والله أعلم . ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : أراد بذلك المهاجرين . والنزاع جمع نزيع أو نازع ، وهو الذي نزع عن أهله وعشيرته وبعد عن ذلك .