الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2452 [ 1235 ] وعنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=659460قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=treesubj&link=30687_30720أمرت بقرية تأكل القرى ، ........ يقولون يثرب وهي المدينة ، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد .
وقوله " أمرت بقرية تأكل القرى " ; أي بالهجرة إليها إن كان قاله بمكة ، أو بسكناها إن كان قاله بالمدينة ، وأكلها القرى هو أن منها افتتحت جميع القرى ، [ ص: 498 ] وإليها جبي فيء البلاد وخراجها في تلك المدد ، وهو أيضا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم .
وقوله " يقولون يثرب ، وهي المدينة " ; أي : يسميها الناس يثرب ، والذي ينبغي أن تسمى به المدينة ، فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره ذلك الاسم على عادته في كراهته الأسماء غير المستحسنة وتبديلها بالمستحسن منها ، وذلك أن يثرب لفظ مأخوذ من الثرب وهو الفساد ، والتثريب : وهو المؤاخذة بالذنب . وكل ذلك من قبيل ما يكره . وقد فهم العلماء من هذا منع أن يقال يثرب ، حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار : من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة . فأما قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا [الأحزاب: 13] هو حكاية عن قول المنافقين . وقيل : سميت يثرب بأرض هناك ، المدينة ناحية منها . وقد سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - طيبة وطابة ، من الطيب ، وذلك أنها طيبة التربة والرائحة ، وهي تربة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتطيب من سكنها ويستطيبها المؤمنون .