2137 (17) باب
في - حجة النبي - صلى الله عليه وسلم
[ 1094 ] عن قال: جعفر بن محمد، فسأل عن القوم ، حتى انتهى إلي ، فقلت: أنا جابر بن عبد الله ، محمد بن علي بن حسين فأهوى بيده إلى رأسي ، فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثديي ، وأنا يومئذ غلام شاب فقال: مرحبا بك يا ابن أخي ، سل عما شئت ، فسألته وهو أعمى ، وحضر وقت الصلاة ، فقام في ساجة ملتحفا بها ، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه على المشجب ، فصلى بنا ، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: بيده ، فعقد تسعا ، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكث تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في العاشرة : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويعمل مثل عمله ، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كيف أصنع؟ قال: فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد، ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملنا به ، فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، فلم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليهم شيئا منه ، ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تلبيته ، قال لسنا ننوي إلا الحج ، لسنا نعرف العمرة ، حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ، فرمل ثلاثا، ومشى أربعا . جابر:
- وفي رواية : لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ، ثم مشى يمينه ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا - ثم نفذ إلى مقام إبراهيم ، فقرأ : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت ، فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعتين : قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا فرقي عليه ، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة ، فوحد الله عز وجل وكبره ، وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده . ثم دعا بين ذلك . قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه في بطن الوادي سعى ، حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا ، حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال: إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ، ولجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي ، فليحل وليجعلها عمرة ، فقام سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال: يا رسول الله! ألعامنا هذا أم لأبد ، فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أصابعه واحدة في الأخرى ، وقال: دخلت العمرة في الحج ، مرتين : لا بل لأبد أبد . وقدم من علي اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم- فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا ، واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها ، فقالت: إن أبي أمرني بهذا ، قال: فكان يقول علي بالعراق: فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- محرشا على فاطمة ، للذي صنعت ، مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما ذكرت عنه . فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها. فقال: صدقت صدقت ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك. قال: فإن معي الهدي فلا تحل. قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به من علي اليمن والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم- مائة ، قال: فحل الناس كلهم وقصروا ، إلا النبي - صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه الهدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى ، فأهلوا بالحج ، وركب النبي - صلى الله عليه وسلم- فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ، فأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة . فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها ، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء ، فرحلت له ، فأتى بطن الوادي ، فخطب الناس، وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد ، فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أضعه ربانا ربا فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد ، ثلاث مرات ، ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا ، حتى غاب القرص ، وأردف عباس بن عبد المطلب ، أسامة خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقد شنق للقصواء الزمام ، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، ويقول بيده اليمنى : أيها الناس ، السكينة السكينة . كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا ، حتى تصعد. حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد، وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ، فدعاه وكبره وهلله ووحده ، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا . فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف وكان رجلا حسن الشعر ، وأبيض وسيما ، فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرت ظعن يجرين ، فطفق الفضل بن عباس الفضل ينظر إليهن ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يده على وجه الفضل ، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر ، فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يده من الشق الآخر على وجه الفضل ، فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر. حتى أتى بطن محسر ، فحرك قليلا ، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى ، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة ، فرماها بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة منها ، حصى الخذف ، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر ، فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم أعطى فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر ، فطبخت فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأفاض إلى البيت ، فصلى عليا بمكة الظهر ، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم ، فقال: انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ، فناولوه دلوا فشرب منه . دخلنا على
زاد في رواية: وكانت العرب يدفع بهم أبو سيارة على حمار عري ، فلما أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من المزدلفة بالمشعر الحرام ، لم تشك قريش أنه سيقتصر عليه ، ويكون منزله ثم ، فأجاز ولم يعرض له ، حتى أتى عرفات فنزل.
وفي أخرى: . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: نحرت هاهنا ومنى كلها منحر ، فانحروا في رحالكم ، ووقفت هاهنا ، وعرفة كلها موقف، ووقفت هاهنا ، وجمع كلها موقف
رواه أحمد (3 \ 217)، والبخاري (1557)، ومسلم (1218) (147 و 148 و 149 و 150 )، والنسائي (5 \ 202) .