الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1927 [ 1008 ] وعن ابن كعب بن مالك ، عن أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=658935أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق ، فناديا: " إنه nindex.php?page=treesubj&link=28656_2535_30395لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأيام منى أيام أكل وشرب .
وقوله : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) ; هذا المساق يدل على أن صومها ليس محرما ; كصوم يومي العيدين ; إذ لم ينه عنها كما nindex.php?page=treesubj&link=2534نهى عن صوم يوم العيدين ، ولذلك قال بجواز صومها مطلقا بعض السلف ، ومنع nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة صومها حتى للمتمتع الذي لا يجد الهدي ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مثل ذلك . وأجاز nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي - في أشهر قوليه - nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي صومها للمتمتع خاصة ، وهو الصحيح ; لما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر : أنهما قالا : لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي .
وفي مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك خلاف فيمن نذرها ، أو [ ص: 200 ] نذر صوما هي فيه ، هل يصومها أم لا ؟ فإذا لم يصمها ، فهل يلزمه قضاؤها أم لا ؟ كل ذلك مفصل في كتب مذهبه .
وقوله : ( وذكر لله ) ; فيه حجة لندبية التكبير في أيام العيد . وسميت أيام التشريق : لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها . وأضافها إلى ( منى ) ; لأن الحاج فيها في منى .
وإنما أمر - صلى الله عليه وسلم - أن ينادى في الموسم : ( لا يدخل الجنة إلا مؤمن ) ; ليسمع من لم يحضر خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليسمع من كان هنالك من المنافقين ، حتى يحققوا إيمانهم ، ويجددوا يقينهم .